كشف المختص في مجال النفط والطاقة، المهندس عايض آل سويدان ل«عكاظ»، أن ما حدث بالأمس من عمل تخريبي وإرهابي استهدف المنشآت النفطية من قبل إيران ومليشياتها في المنطقة، يدق ناقوس الخطر من جديد، وعلى المجتمع الدولي أن يعي خطورة ذلك على الإمدادات العالمية، وأن الاستهداف ليس على المملكة فقط بل العالم أجمع. وأضاف آل سويدان أن الجرأة في انتهاك القوانين الدولية من إيران ومليشياتها واستهدافها إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمسيرات مفخخة وصواريخ باليستية، يأتي بسبب ضعف رد فعل المجتمع الدولي تجاه العمل الإرهابي الأول لمصفاة بقيق في 2019 الذي أخرج من الأسواق أكثر من خمسة ملايين برميل من النفط وهدد الاقتصاد العالمي، كما أن رفع اسم جماعة الحوثي الإرهابية من قائمة الإرهاب وتفسيره من قبل إيران وجماعاتها الإرهابية يعد ضوءا أخضر لمزيد من نشاط عملياته. وأشار إلى أنه بعد محاولة استهداف ميناء رأس تنورة الأهم والأكبر من حيث القدرة التصديرية والتخزينية في المملكة، أصبح المجتمع الدولي أمام تحد حقيقي ومفترق طرق، إما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذه الجرائم الإرهابية والأعمال التخريبية التي تستهدف أمن واستقرار الإمدادات البترولية في العالم واتخاذ مواقف صارمة تردع هذه المليشيات ومن يدعمها، أو إطلاق العنان لكل المليشيات في العالم لتصبح المنشآت الحيوية في كل مكان هدفاً سهلاً. وبين آل سويدان أن المملكة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك وفي أكثر من اختبار حقيقي لها، أنها البنك المركزي للنفط وصمام الأمان لإمدادات الطاقة في العالم والأكثر موثوقية. ورأينا كيف يتراكض العالم للبحث عن نجدة من المملكة في أي أزمة أو عارض يعصف بقطاع الطاقة، ليكون رد المملكة إيجابيا وهي تتدخل بكل قوتها في ما هو من صالح الاقتصاد العالمي، وآخر ما قدمته المملكة لقطاع الطاقة هو الخفض الطوعي بمقدار مليون برميل يومياً من حصتها في الإنتاج هدية للأسواق العالمية للمحافظة على استقرار الاسواق من تذبذبات عالية تضر بالاقتصاد العالمي الهش.