منطقة عسير، امتداداً تقع على جبال السروات، وأعلى قمة في المملكة بارتفاع يزيد على 3000 متر فوق سطح البحر، تنتشر في رباها العديد من المواقع الغنية بالتراث والثقافة، تتميز بمناخها وارتفاعها الشاهق عن سطح البحر، بالإضافة إلى مقومات الطبيعة الآسرة، تستقبل التيارات الدافئة القادمة من المحيط الأطلسي إلى إفريقيا ثم إلى البحر الأحمر، التي تزود «عسير» بهوائها الدافئ في فصلي الربيع والصيف، وفي الشتاء تستقبل رياحًا موسمية تدفع أهاليها للالتجاء من أجوائها الباردة نزولاً إلى «تهامة عسير» النديّة التي تشكل مستقراً ومشتىً مناخياً لا يقل بهاءً عن أصالة عاصمتها «أبها» الحاضرة الفاتنة و»سودتها» السامقة بجمال طبيعتها، «ورجال ألمع» وحاضرتها قرية «رجال» العالميّة، يجمعهم عشرة أهلها وطيبهم وكرمهم الأصيل، وأدبهم وثقافتهم الأوج، وتكوين اجتماعي راقٍ مع المراكز والمحافظات الأخرى بالمنطقة. ودوماً أهلها يتعطشون بثقة لا متناهية ويقين كبير وإيمان مبين بالتغييرات الجذرية المتلاحقة الطموحة في السعودية الحديثة الممتلكة لكل مقومات صناعة المستحيلات الممكنة، في زمن فارق متعطش لمزيد من العباقرة والنبلاء، من يعيدون ترتيب العالم من جديد، كما أراده الله أن يكون، بهاءً وعظمة، أمناً وسلاماً، سخاءً رخاءً، عزماً وحزماً. ولطالما كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رجل المرحلة والمهمات المستحيلة بفكره ورؤيته المستقبلية للسعودية الجديدة بكل طموح وجرأة وإقدام وهذا ما ميزه - حفظه الله -، أتى إعلانه «عراب الرؤية والتجديد، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة»، عن إطلاق «شركة السودة للتطوير» في منطقة عسير، وباستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال؛ انعكاسًا لاهتمامه وحرصه - حفظه الله - على استثمار إمكانات المملكة السياحية وتحويلها إلى وجهات عالمية ترفيهية وسكنية متنوعة، ورسالة عميقة وترجمة عملية لما ذكره في عدة مناسبات بأن التنمية ستطال جميع مناطق المملكة. من جماليات «شركة السودة للتطوير»، أنها تركز أولاً على تطوير وجهة سياحية جبلية «عالمية» نادرة، تتميز بطبيعتها الخلّابة وأجوائها المختلفة وثقافتها الفريدة؛ لجذب المستثمرين والزوار معاً، مع توفير فرصٍ نوعية لمحبي الثقافة والطبيعة والاستجمام وممارسي الأنشطة الخارجية والباحثين عن المغامرة والاستكشاف والتجارب الفريدة.. وعندما نستعرض الشركة بأرقامها، فإننا نجد أنها تهدف إلى تقديم خيارات ترفيهية وسكنيّة متنوعة، من خلال تطوير 2700 غرفة فندقية، و1300 وحدة سكنية، بالإضافة إلى تطوير القطاعين التجاري والترفيهي بأكثر من 30 مشروعًا نوعيّا بحلول 2030، بهدف استقطاب مليوني زائر محلي ودولي على مدار العام، كما ستعمل في الوقت نفسه على بناء تنظيم للحفاظ على البيئة والموروث الثقافي والإنساني، والمساهمة في شراكة القطاعين العام والخاص لخلق 8000 فرصة وظيفية وطنية، مع إيجاد فرص لتدريب وتطوير أبناء مناطق المشروع وتأهيلهم. وإطلاق شركة السودة للتطوير في منطقة عسير للاستثمار في البنية التحتية وتطوير قطاعي السياحة والترفيه مشروع عملاق، من خلال العمل على تطوير منطقة المشروع التي تشمل السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع، لتصبح وجهة سياحية جبلية فاخرة تتميز بثقافتها الأصيلة، وتراثها الفريد وطبيعتها الساحرة، يعكس اهتمام ورؤية سمو ولي العهد - حفظه الله - بتنشيط المنطقة سياحيّا وتنمويّا، لتكون وجهة عالمية، تنافس الوجهات المماثلة، وتشكل نقلة نوعية للمملكة والمنطقة عمومًا. ختاماً، أنورت «سودة عسير» والوطن برؤية الأمير محمد بن سلمان دوماً وأبداً، فحفظه الله وأدامه بحرزٍ من عنده.