قطيعة الأندية الأدبية مع الرياضية تؤكد سلبية المنظور العام للثقافة لا أعرف مراكز الأندية الإعلامية ولم أفكر بمتابعة حساباتها أتحمس لمباريات المنتخب وأفضل الألوان الترابية الصفراء للمفلس والحمراء للمستغل التسلل في عالم الكتابة يعني السطو الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم هو د. حسن النعمي أستاذ السردية المعاصرة والمسرح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز. * برأيك لماذا غاب المسرح في الأندية؟ * مقارنة بين حضور المسرح في الأندية الرياضية في فترة سابقة تعود إلى السبعينات الميلادية عندما كانت الأندية الرياضية تضمن في شعارها (اجتماعي ثقافي رياضي) وبين الواقع الآن نجد أن لا وجود له الآن، وأكثر من ذلك أنه إخلال بقرار تأسيس الأندية الرياضة التي كان الهدف منها أن تكون نافذة للترفيه، لكن البوصلة انحرفت نحو الاهتمام فقط بالرياضة وكرة القدم خاصة، أما لماذا فالأسباب كثيرة منها أن الثقافة صناعة جادة لا قبل للأندية بها، وتحتاج الكثير من الدعم الفني والكوادر الفنية التي لم تكن الأندية تملكها. * وبماذا تنصح حتى تعود المنافسات المسرحية بين الأندية كأحد أهم أدوار الأندية الأساسية؟ * أعتقد أن الأمر تجاوز مرحلة النصيحة، فالأندية تشكلت في بنيتها الاحترافية وتركيزها كبير على كرة القدم ولم تعد الفنون والآداب من ضمن اهتماماتها، وأذكر أنه جاء توجيه من وزارة الثقافية أيام معالي الوزير إياد مدني إلى نادي جدة الأدبي يحث على التواصل مع الأندية الرياضية للتنسيق الثقافي، وخاطب نادي جدة الأدبي نادي الأهلي والاتحاد ولم يتلق النادي ردا من الناديين، ومن هنا توصلنا لنتيجة أن لا حرص على هذا الربط المتخيل بين الأندية الأدبية والرياضية، فكل في فلك خاص به، وهذه القطيعة تؤكد سلبية المنظور العام للثقافة وأنها مجرد ثقافة الكتاب والقراءة. * توافقني الرأي، بأن وزارة الرياضة هي من تستطيع اعادة تفعيل الأنشطة الثقافية في الأندية عن طريق المحاسبة والدعم ورصد الحوافز؟ * صدقني لا أرى ذلك، فالكل يعمل في سياق مستقل عن الآخر، بحكم المهام والهيكلة المؤسسية للعمل الثقافي، وللتعاون الثقافي لا بد من بروتوكولات تحدد المهام والمسؤوليات بين عدة قطاعات مثل وزارة الثقافة ووزارة السياحة وهيئة الترفيه ووزارة الرياضة. المسرح ليس رسالة * هل المسرح رسالته أهم وأسرع وصولاً من بث الرسائل إعلامياً، وكيف؟ * أعترض أولا على كون المسرح رسالة، وكل الفنون ليست رسالة، هي باختصار فن يخاطب الشعور ويوفر المتعة الجمالية، والرسالة هي التي يستنبطها المتلقي وليست المفترضة في المسرح أو غيره، لو كانت هناك رسالة محددة لسقطت فنية المسرح أو أي لون من ألوان الفن، الفنون قائمة على المجاز، وليس الرسائل الواضحة. o توافقني بأن قنواتنا الرياضية لم تعُد كالسابق من حيث الطرح والتجديد ولا حتى المتابعة؟ * مأزق القنوات الرياضية أنها لا ترى من الرياضة سوى كرة القدم، ومع أنها لعبة شعبية، فإن واجب القنوات الرياضية أن تنفتح على كل الألعاب الرياضية وربطها بهوية المجتمع. أيضا ينقص القنوات الرياضية العامل الاحترافي في الصورة والمحتوى وهذا يجعلها بعيدة عن المنافسة لمثيلاتها من القنوات الرياضية. * هل ترى أن ثمة علاقة تجمع الرياضة بالإعلام؟ * الإعلام هو الوسيلة لتقديم أي نشاط، وهو أيضاً مسؤول عن صناعة هوية أي نشاط، فدور الإعلام على درجة كبيرة من الأهمية، فهو الذي يصنع الحدث ويؤول مساراته ويحقق غاياته. * مع من تميل في مفهوم الرياضة، هل هي صناعة أم ترفيه؟ * الرياضة في الأصل ترفيه، لكن الصناعة حولت الرياضة إلى قطاع ربحي، وله شأنه في اقتصاد الدول. فلم نعد نتصور رياضة خالية من الصناعة، والأمر ليس سيئاً بالمطلق، إنما لا ننكر أن الصناعة سلبت الرياضة شيئاً من عفويتها. التعصب آفة * التعصب في التشجيع هل يمكن أن نُسميه تطرفاً فكرياً رياضياً؟ ولماذا؟ * التعصب آفة كل شيء، وهو ضيق في الرؤية قبل كل شيء، وخطره في الرياضة أخطر من أي مجال آخر؛ لأنه يمس شريحة الشباب التي يفترض أنهم أكثر حماساً، وواجب وزارة التعليم حيوي في بيان عوامل الاختلاف التي تتيح استيعاب المختلف، وفهم أن الرياضة ميدان ترفيه وليست ميدان تباغض وتباعد. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ ولماذا؟ * في الأصل الرياضة تجمع، لكن قد تحصل بعض الأحداث التي تؤثر على طبيعة العمل الرياضي، لكن التواصل الرياضي لا ينقطع ويظل قائماً لأنه يمثل عملا شعبياً يقرب ولا يفرق، وقد حصلت في التاريخ أحداث سياسية عطلت الالتقاء الرياضي، مثلما حصل في الدورة الأولمبية في موسكو العام 1980 التي قاطعتها أميركا وبعض دول أوروبا وبعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية على خلفية اجتياح الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في العام 1979م. * الأدوار الإعلامية التي تقدمها الأندية من خلال مراكزها، كيف تُقيمها؟ * لا أعرف عنها شيئاً!! * وهل حسابات الأندية بمواقع التواصل الإعلامي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟ * لم أفكر في متابعتها. * العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسدا سليما، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟ * أعتقد أن الهدف من العبارة هو التأكيد على أهمية الرياضة، ليس في مستواها الترفيهي، بل في مستواها الصحي. وعليه في العبارة تستقيم مع ما يقوله علماء التغذية من ضرورة الحركة حتى يستفيد الجسم من غذائه، أما العقل فليس المقصود به الآلة، بل منطق التفكير وسلامة التصور، إذن الرياضة تساعد على صفاء الذهن وترتيب الأفكار وتكامل وظائف الجسم. o هل ترى أن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * ليست الرياضة بحد ذاتها، بل السياق الذي تجري فيه، فهي بلا شك جزء من منظومة ثقافية أكبر، وخاصة إذا أخذنا الثقافة بمعناها العام، فأنا أحرص على متابعة الأحداث الكبرى، مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية، ومباريات النهايات المحلية والعالمية، فهذا جزء من ثقافة عامة تؤثر في فهم حركة المجتمعات من حولنا. o في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافيا وطبياً واجتماعيا واقتصاديًا؟ * التقدير ورصد الجوائز للمبدعين في كل المجالات وارد، والأمثلة كثيرة في مجالات الثقافة. ولا يجب وضع مقارنات في هذا الجانب لاختلاف طبيعية المنافسة. * أيهما أقرب لطبيعة عملكم في المركز خط الهجوم في كرة القدم أم خط الدفاع أو التدريب؟ * أعتقد أن الكاتب وخاصة كاتب الرواية أو القصة يشبه المدرب فهو الذي يمسك كل الخيوط ويدير الأحداث ويبنى تصوره حول المباراة، لهذا أختار التدريب بوصفه قيادة تفضي إلى نتائج. * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟ * التسلل في عالم الكتابة يعنى السطو على حق الآخرين، طبعا لا، ولا للتسلل في عالم الكتابة!! * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * ربما من 20 % إلى 30 % حسب طبيعة الأحداث الرياضية. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟ * كانت آخر زيارة لي لملعب الجوهرة في جدة، وكان اللقاء بين البرازيل والأرجنتين، أعتقد في العام 2018. o بصراحة ما ناديك المفضل؟ * بصراحة لا أشجع نادياً معيناً، لكن حسب ظروف المباراة، وأتحمس كثيراً لمباريات المنتحب. * أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * أفضل الألوان الترابية. * لمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل من يتصدر المنابر وهو مفلس. o والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لكل من يستغل نفوذه الوظيفي أو الاجتماعي لتحقيق مكاسب شخصية أو ثقافية. * لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ * رغم أنه حقل ليس فيه ما يشجع إلا أني أرى مجال التدريب ينسجم مع شخصيتي، وخاصة فيه جوانب فنية وتكتيكية. د. حسن النعمي أتابع مباريات المنتخب د. حسن النعمي في إحدى المناقشات العلمية