ما بينَ نهايةِ العام 2020م وبداية العام 2021م؛ عُقِدت في أرضِ الخير والعطاء - المملكة العربية السعودية - قمّتان كبيرتان مُهمتان، الأولى للعالمِ أجمع، حيثُ عُقِدت قِمّةُ العشرين في العاصمة السعودية - الرياض - مهوى أفئدة العالم الاقتصادي والسياسي، والتي تضمُ أقطابَ العالم، سياسيًا واقتصاديًا وجغرافيًا، وتمخّضت عن نتائجَ ذات عائدٍ ذي بالٍ وأثرٍ؛ حيثُ عالجت العديد من القضايا؛ ومنها جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، كُلّ العالم، وكوّنت هاجسًا للفردِ والأسرةِ والمُجتمعِ، وعطّلت عجلة الحياة بشكلها العام وأوقفت عجلة التقدّم من مواصلةِ علمٍ وغيرهِ، وأصبح الهاجس إيجاد علاجٍ ناجعٍ لهذا الوباء؛ فسخرت المملكة كل جهودها مع أصدقائها في قمة العشرين لإيجادِ حلولٍ لهذه الجائحة تُخفف الوطأة، وطأة الألم والمرض عن كاهل الإنسان الذي هو الهدفُ الأسمى لقادة العالم؛ والذي قال الملك سلمان بن عبدالعزيز عنه «الإنسانُ أولاً». ولكون المملكة رئيسة قمّة العشرين؛ تولّت زمام مُعالجة هذه الجائحة منذُ ظهورها، وضخّت من الأموالِ ما عساهُ أن يجدَ حلاً، وبالفعل ظهرت نتائجٌ إيجابية للمُتابعةِ والبحوثِ والدراسات؛ مما نتجَ عنهُ إيجادُ اللقاحات ضدّ هذا الوباء. كما عالجت قمّة العشرين العديدَ من القضايا ذات الاهتمام العالميّ. وتأتي قمّة العُلا، قمّة مجلس التعاون الخليجيّ، قمّة جمع الكلمة، قمّة الأشقاء، قمّة توحيد الصفِّ الخليجيّ، والذي قال عنها سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز: «هذه القمّة جامعةٌ للكلمة، مُترجمةٌ لتطلعات قادة دول الخليج في لمِّ الشمل؛ ذلك أنّ سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين قائمةٌ على نهجٍ راسخ، قوامه تحقيقُ المصالح العُليا لدولِ مجلس التعاون والدول العربية، وتُسخّرُ كافة جهودها لما فيه خيرِ شعوبها، وما يُحقق أمنها واستقرارها». وقمّةُ مجلس التعاون امتدادٌ لقممٍ قادة العالم، الذين يسعونَ لما فيه خيرِ شعوبهم وأممهم، وأصبحت المملكةُ قبلة العالم؛ لما عُرفَ عنها وعن قيادتها من حكمةٍ ورأبِ صدعٍ ومُعالجةٍ للقضايا، كُلِّ القضايا التي تهم الإنسانُ في هذا الكون الفسيح، مُنطلقةٌ من دستورها القرآن الكريم والسنّةُ النبوية المُطهّرة، والنظام الأساسيّ لحكمها؛ إذ إن ذلك كُله يدعو لما فيهِ النفعُ للبشريّة جمعاء. وحينما تُعقد هذه القمم في أرضِ المملكة؛ إنما عائدٌ ذلك لثقلها الاقتصاديّ والسياسيّ والعسكريّ، وموقعها الجغرافيّ، ولما تحتلهُ في نفوس العالم الإسلاميّ والعربي والخليجيّ والعالم من حبٍّ وتقدير؛ وذلك لاعتدالها المُشهودُ له من الجميع؛ ولذا كانت قرارات قمّة العُلا، مثلما كانت قرارات قمّة الرياض وغيرها من القمم التي عُقدت في أرض الخير، مُميّزةٍ وناضجةٍ ووفق تطلعات الشعوب، فقمّة العُلا قمةُ الأمل، وبها تحققت الآمال، وانفرجت الأسارير، وتهللت النفوس؛ ذلك أن الخليج واحد، والآمال واحدة، والتطلعات واحدة. فهذه بلادنا بقيادتها وشموخها وأرضها وشعبها، فيها تُعقدُ القممُ، وقِممها تتتالى في الرياضِ وفي العُلا لتحقيقِ كُلِّ الآمال والتطلعات؛ لما يُحقق الخيرَ كُلَّ الخير لشعوب العالم أجمع.