استضافت المملكة بكل الفخر والاعتزاز "قمة مجموعة العشرين" وهي من أهم القمم الاقتصادية والمالية والاجتماعية إن لم تكن قمة القمم في العالم، مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع القارات، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة نحو 80 % من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية، و انعقدت قمة قادة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن نوفمبر 2008، وها هي المملكة تستضيف قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض نوفمبر 2020. إن العام الاستثنائي الذي نعيشه في 2020 عام جائحة كورونا لم يعطل أو يوقف رئاسة المملكة للمجموعة عن أداء دورها على أكمل وجه، فقد دعت المملكة في بداية الجائحة في مارس الماضي ممثلة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى عقد اجتماع افتراضي غير اعتيادي مع قادة دول العشرين من أجل مواجهة هذه الجائحة التي ألقت بظلالها على كل العالم، لتعزيز التشاركية في العمل خلال العام من أجل هذا الظرف الاستثنائي. كان يوم السبت الماضي يوماً مهماً لكل المهتمين حول العالم بالقمة الأبرز "قمة مجموعة العشرين"، حيث افتتح الملك سلمان قمة القادة بكلمته الضافية التي احتوت على الكثير من الفقرات المهمة في بداية أعمال هذه القمة، ومما لا شك فيه أن جائحة كورونا وآثارها وكيفية التعامل معها هي التي استحوذت على المساحة الأكبر في كلمته -حفظه الله- والعمل على مواجهتها وآثارها الاقتصادية والاجتماعية محققة بذلك آمال وتطلعات العالم، وقد أكد -حفظه الله- وجوب بذل قصارى جهدنا لنتجاوز هذه الأزمة من خلال التعاون الدولي، ويؤكد -حفظه الله- أن التعهدات التي حدثت في القمة غير الاعتيادية في مارس الماضي قد تمت من خلال حشد الموارد العاجلة لما يزيد على واحد وعشرين مليار دولار للتصدي للجائحة وضخ ما يزيد على أحد عشر تريليون دولار لدعم الأفراد والشركات. اشتملت كلمته -حفظه الله- على العبارات الإيجابية التي يجب أن تكون من قبل قادة الدول ببث روح التفاؤل والأمل والطمأنينة بين شعوب العالم، وتوسيع الحماية الاجتماعية للفئات التي فقدت مصادر رزقها، وأكد -حفظه الله- على الدعم الطارئ للدول النامية. إن كلمته -حفظه الله- اشتملت على الهدف الرئيس من هذه الاجتماعات وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، ويؤكد -حفظه الله- على أن الجائحة لم تمنع الأعضاء في القمة من التركيز على المحاور الرئيسة التي وضعت تحت الهدف العام وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة، ويعد -حفظه الله- أنه في المستقبل القريب سيعالج الأعضاء مواطن الضعف التي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش، وهذا هو ديدنه -حفظه الله- النظر إلى الإنسان أولاً في هذا العالم. يستبشر -حفظه الله- باللقاحات والعلاجات من أجل مواجهة فيروس covid19، لكنه يشدد على ضرورة ضمان وصوله وبتكلفة مناسبة للجميع، ويؤكد -حفظه الله- على ضرورة دعم اقتصادات العالم ويكرر دعم الدول النامية. اشتملت كلمته -حفظه الله- الإنسان وعلى وجه الخصوص المرأة والشباب في حصولهم على فرص أفضل، وتهيئة ظروف أفضل لاقتصاد مستدام. يثق -حفظه الله- أن الجهود المشتركة بين الدول الأعضاء خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة وإقرار سياساتٍ اقتصاديةٍ واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم. قادت السعودية العالم من خلال قمة مجموعة العشرين في أهم عام يمر على البشرية الحديثة، وقد قادتها باقتدار وبشهادة الجميع، فهي دولة كبيرة وقوية وعظيمة، وبإدارة فاعلة ومثمرة سنرى نتائجها في المستقبل القريب.