تتجه الصين لتزعم العالم في تكرير النفط الخام، غير متأثرة بما يحدث في العالم وصراعه في معترك الجائحة، حيث من المتوقع أن تضيف الصين 110 ملايين طن متري من طاقة التكرير الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل طاقة التكرير السنوية الإجمالية إلى حوالي 1 مليار طن متري في السنة، أو 20 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025، متجاوزة الولاياتالمتحدة وتجعل الصين أكبر مكرر للنفط في العالم بحسب توقع معهد سينوبك لأبحاث الاقتصاد والتنمية، مضيفاً أن طاقة التكرير في الصين تبلغ 880 مليون طن متري سنويًا حاليًا في عام 2020، وستصل إلى 905 مليون طن متري سنويًا في عام 2021. وتشكل مصافي التكرير الصينية المستقلة والخاصة المشكلة حديثًا 37 في المئة من إجمالي طاقة التكرير في البلاد، متجاوزة حصة شركة البترول الوطنية الصينية سينوبك، أكبر منتج للنفط والغاز في البلاد من حيث الإنتاج السنوي، وشركة الصين للبتروكيميائيات. وذكر التقرير أن متوسط طاقة التكرير الجديدة والموسعة كان أقل من 5 ملايين طن سنويًا خلال الفترة 2015 - 2020، وسيصل إلى 13 مليون طن سنويًا خلال الفترة 2021 - 25. وستتركز الطاقة الإنتاجية الجديدة في أربع مقاطعات على طول الساحل الصيني تشمل لياونينغ في شمال شرق الصين، وشاندونغ وتشجيانغ في الشرق، وقوانغدونغ في جنوبالصين، فيما ستشهد لياونينغ أكبر إضافة عند 42 مليون طن متري سنوياً. وعلاوة على ذلك، ستتم إضافة حوالي 250 مليون طن متري سنوياً من طاقة التكرير الجديدة في جميع أنحاء العالم في السنوات الخمس المقبلة، مع إضافات قدرة جديدة في الصين تمثل 40 ٪ - 50 ٪ من ذلك. ومن المتوقع أن يبلغ طلب الصين على المنتجات النفطية ذروته في عام 2025 عند 356 مليون طن متري سنوياً، أي قبل التوقعات السابقة في عام 2029، حيث تعمل سياسات التحكم في الانبعاثات على خفض استهلاك الوقود. وفي عام 2025، من المتوقع أن تستحوذ سيارات الطاقة المتجددة على 20 ٪ من مشتريات السيارات الجديدة، حيث ارتفعت من 4 ٪ في عام 2020، وهو ما سيحل محل 19 مليون طن متري من استهلاك وقود النقل. كما يتوقع أن يبلغ الطلب على البنزين ذروته عند 156 مليون طن متري سنوياً في 2025، أي قبل الذروة المتوقعة سابقًا عند 176 مليون طن متري بحلول عام 2028. فيما يتوقع أن يصل الكيروسين إلى الذروة عند 78 مليون طن متري سنوياً، في عام 2040. في حين أن زيت الغاز قد بلغ ذروته بالفعل عند 173 مليون طن في 2015، بينما لن تصل النهايات الخفيفة للمواد الأولية للبتروكيميائيات إلى ذروتها حتى عام 2040، عند 186 مليون طن متري سنوياً، حيث سيستمر الطلب على المنتجات البتروكيميائية في النمو بنسبة 6 ٪ سنويًا خلال الفترة 2020 - 25. وفي صعيد صادرات المنتجات النفطية، من المتوقع أن تصدر الصين حوالي 70 مليون طن متري سنوياً من المنتجات النفطية الفائضة في عام 2025. وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك في البلاد أن صادرات الصين من المنتجات النفطية من البنزين وزيت الغاز ووقود الطائرات بلغت 55.37 مليون طن متري في عام 2019. ومن المتوقع أن ينخفض الحجم إلى أقل من 50 مليون طن متري في عام 2020 بسبب ضعف الطلب في الخارج بسبب الوباء. ويتعين على الصين تأمين منافذ خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ لفائضها المتزايد من المنتجات النفطية بينما يلزم وجود سفن ضخمة لشحن البراميل إلى وجهات بعيدة مثل إفريقيا. وعلى المدى الأقصر، يتوقع أن ينمو استهلاك المنتجات النفطية في الصين في عام 2021 بنسبة 2 ٪ عن مستويات عام 2019، على الرغم من أن الطلب على وقود الطائرات سيظل غير قادر على التعافي إلى مستوى العام الماضي. وقد انقلب نمو استهلاك المنتجات النفطية على أساس سنوي في الربع الأخير، إلى إيجابي عند 1 ٪ من انخفاض بنسبة 20 ٪ في الربع الأول. وتعتبر مصفاة سينوبك هي الأكبر من نوعها في العالم من حيث طاقتها بحوالي 6.14 ملايين برميل في اليوم. في وقت أظهرت هوامش التكرير على مستوى العالم تحركات مختلطة بسبب الانخفاض الحاد في تخزين الديزل العائم، وانخفاض إنتاج مصفاة النفط الكيروسين، وزيادة نشاط النقل خلال عطلة العيد في أوروبا.