عجلت اتفاقية توريد النفط الخام السعودي للصين التي وقعتها أخيراً شركة "أرامكو" السعودية مع شركة "تشجيانغ للبتروكيميائيات" الصينية في دفع مفاوضات الشركتين قدماً للتحالف في مشروع ضخم للتكرير والكيميائيات في أقصى شرق الصين ضمن خطط واستراتيجيات متشابهة ومتطابقة تنتهجها الشركتان للتوسع الكبير في استثمارات المصب التي تعظم قيم النفط الخام، حيث ذكر حساب الشركة على توتير أمس أن "أرامكو" السعودية وقعت مذكرة تفاهم مع حكومة مقاطعة "تشجيانغ" الصينية خلال المؤتمر الدولي الثاني لشركات البترول والغاز الطبيعي للاستحواذ على حصة في مشروع المصفاة الجديدة التابعة ل "تشجيانغ للبتروكيميائيات". وحمل شعار توقيع الاتفاقية تطلع شركة "أرامكو" السعودية لتعميق تركيزها على الأسواق الصينية لزيادة استثماراتها كشريك رئيس في مجموعة من الأعمال النامية للتكرير والبتروكيميائيات في الصين لتعزيز قاعدة عملائها، في وقت مثلت الصين استثناء ملحوظا كأكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم جاذبة أكثر من 70 مليار دولار إلى اقتصادها في النصف الأول من العام الجاري 2018. ويعزز استحواذ "أرامكو" على حصص في المصفاة الجديدة التابعة ل "تشجيانغ للبتروكيميائيات" استراتيجية الشركة الخاصة تجاه الصين التي ترتكز على التحالف مع حكومات المقاطعات الصينية والمناطق الاستثمارية الثرية التي تمكن "أرامكو" للمحافظة على التزامها الثابت لأن تكون مورد الطاقة الرائد والموثوق للصين وسعي الشركة إلى توسيع استثمارها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين وفي أماكن أخرى في دول آسيا وحول العالم من خلال الاستثمارات الكُبرى في مجالات الإمداد المتكامل والتكرير والكيميائيات وزيوت التشحيم والتوزيع والتسويق حيث تعزز مثل هذه الاستثمارات أمن الطاقة في الصين. في حين تنظر شركة "تشجيانغ للبتروكيميائيات" بقدرتها على استقطاب وجذب حليفتها المرتقبة "أرامكو" للفائدة من قوتها النفطية الهائلة وإمداداتها للصين التي تعد أكبر مستورد للنفط السعودي بأكثر من مليون برميل يوميا وهو ما يمثل ربع إجمالي واردات الصين ويمثل جزءا كبيرا من احتياجاتها الإجمالية من الطاقة في وقت بلغ إجمالي واردات الصين النفطية العالمية لشهر سبتمبر الماضي 3,8 ملايين برميل، إضافة إلى الفائدة من قدرات "أرامكو" الابتكارية في صناعة الطاقة وتطوير التقنيات، في وقت تتجه الصين لإغلاق العديد من المصانع القديمة غير المتطورة غير القادرة على المنافسة. وتأتي الاتفاقية في وقت تتجه شركة "تشجيانغ للبتروكيميائيات" لتوفير معدات لأول 20 مليون طن سنوياً من مجمعها للتكرير والكيميائيات وتشمل المرحلة الأولى التي ستنتج 1.4 مليون طن سنويا من الإيثيلين، والمرحلة الثانية التي ستضاعف تقريبا قدرات التصنيع والإنتاج في الموقع ومن المقرر إنجازها خلال الربع الأول من العام 2021، وفق موقع الشركة الذي حدد قيمة الاستثمار الشامل بحوالي 160 مليار يوان لإكمال المرحلتين. في حين تسعى "أرامكو" لتعزيز نفوذها في مختلف أنحاء الصين وتعظيم تحالفاتها مع شركة الصين للبتروكيميائيات "سينوبك" في شركة "فوجيان" للتكرير والبتروكيميائيات المحدودة البالغ حجم استثماراتها أكثر من 23 مليار ريال حيث تمضي "أرامكو" لتوسعة قدرة المصفاة وزيادة الطاقة التكريرية لمعالجة أكثر من 280 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام، وإنتاج أكثر من 14 مليون طن من المنتجات المكررة وأكثر من 3 ملايين طن من الكيميائيات المختلفة، في وقت تعمل على تكرير النفط السعودي الكبريتي، وتمتعها بقدرة إنتاجية سنوية بطاقة 7.5 ملايين طن من النفط المكرر، و1.3 مليون طن من المواد البلاستيكية، و700 ألف طن من المواد الخام للألياف الكيميائية وغيرها من المنتجات البتروكيميائية وتشمل الأوليفينات والمواد العطرية الكيميائية والبولي إيثيلين والبولي بروبيلن، وتوسعة وحدة تكسير الإيثيلين. وتمكنت الشركة من تشغيل وحدتي أكسيد الإيثيلين وجلايكول الإيثيلين اللتين تم إنشاؤهما في إطار مشروع لزيادة الإنتاج من طاقة وحدة التجزئة البخارية القائمة من 800 إلى 1100 طن متري سنويًا وزيادة إنتاج البولي إيثيلين والبولي بروبيلين والبوتادين، وتنفيذ مشروع لاستخلاص ما يصل إلى 80 % من المواد الهيدروكربونية من العوادم الغازية للمصفاة. في حين نجحت "أرامكو" في تطوير مشاركتها في مجال تسويق النفط المكرر من السعودية للصين من خلال شركة "سينوبك سينمي بتروليم كومباني" ليمتد والتي تم إنشاؤها باستثمارات مشتركة من قبل الثلاثي العملاق "سينوبك" و"أرامكو" و"إكسون موبيل" بضخ استثمارات بقيمة أكثر من مليار ريال ما يعادل 280 مليون دولار كأول شركة مشتركة لبيع النفط المكرر على مستوى المقاطعة في داخل الصين، وتتعهد بمبيعات ضخمة تشمل بنزين السيارات والديزل والكيروسين بالجملة والتجزئة من خلال شبكتها التي تضم 942 منفذًا للبيع بالتجزئة و14 مستودع توزيع يتبعها أكثر من ألف محطة وقود وعشرة مخازن للنفط ويبلغ عدد العاملين بها أكثر من عشرة آلاف فرد. Your browser does not support the video tag.