على الرغم من التحاليل العالمية التي تدور حول قرب نهاية عصر النفط وتقليل الاعتماد عليه بدءًا من صناعة السيارات الكهربائية التي لا تستهلك أياً من المشتقات النفطية، شكك خبراء طاقة بقدرة السيارات الكهربائية بما تمتاز به من تقنية الوقود الأكثر كفاءة على المساهمة في تقليص الطلب على النفط من قطاع النقل العام 2040 وهو أكثر مما كان متوقعاً من قبل، إلا أن العالم قد يواجه أزمة في العرض من دون ضخ استثمارات كافية في الإنتاج الجديد تضمن نجاح التحول. وفي حين من غير المتوقع بلوغ الطلب على النفط ذروته قبل عام 2040، تشير دلائل إلى نمو الطلب بمعدل مليون برميل يومياً في المتوسط كل عام حتى العام 2025، قبل أن يستقر بمعدل ثابت يبلغ 250 ألف برميل يومياً إلى 2040 عندما يصل إلى الذروة عند 106.3 مليون برميل يومياً. وفي سيناريو السياسات الجديدة تم تعديل الطلب في العام 2040 بأكثر من مليون برميل في اليوم مقارنة مع توقعات العام الماضي بسبب النمو السريع على المدى القريب والتغيرات في سياسات كفاءة استهلاك الوقود في الولاياتالمتحدة والرسوم الجمركية المفروضة على واردات الحديد والصلب وحتى بلغت على قضبان الأسلاك بنسبة 47 % ما يعني الاعتقاد أنه سيكون هناك حوالي 300 مليون سيارة كهربائية على الطريق بحلول عام 2040، في ظل توقعات حالية أن تخفض هذه السيارات الطلب بمقدار 3.3 ملايين برميل في اليوم، مقارنة بخسائر سابقة تقدر ب2.5 مليون برميل في آخر تقرير للطاقة في العالم. في حين أن تدابير الكفاءة أكثر أهمية لوقف نمو الطلب على النفط حيث إن تحسن كفاءة أسطول السيارات غير الكهربائية يلغي أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا من الطلب على النفط في 2040، ومن المتوقع أن يبلغ الطلب على النفط للنقل البري 44.9 مليون برميل يومياً بحلول العام 2040، بزيادة من 41.2 مليون برميل يومياً في العام 2017، في حين يتوقع أن يصل الطلب الصناعي والبتروكيميائي إلى 23.3 مليون برميل يومياً بحلول العام 2040، من 17.8 مليون برميل يومياً في عام 2017. ومن المتوقع أن يأتي كل نمو الطلب العالمي على النفط من اقتصادات نامية تقودها الصين والهند في حين من المتوقع أن ينخفض الطلب في الاقتصادات المتقدمة بأكثر من 400 ألف برميل يومياً في المتوسط سنوياً إلى 2040، فيما حافظت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لتضاعف حجم أسطول السيارات العالمي بحلول عام 2040 من اليوم بنسبة 80 %، وعلى جانب العرض ستهيمن الولاياتالمتحدة، التي تعد بالفعل أكبر منتج في العالم، على نمو الإنتاج حتى عام 2025 مع زيادة قدرها 5.2 مليون برميل في اليوم من المستويات الحالية حول 11.6 مليون برميل في اليوم. ومن تلك النقطة فصاعداً تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط وسوف ترتفع حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول في السوق إلى 45 في المئة بحلول عام 2040، من أقرب إلى 30 في المئة اليوم، في وقت تظهر حاجة لمصادر جديدة للإمدادات سواء كانت ذروة الطلب أم لا. ويشير التحليل إلى نمو استهلاك النفط في العقود المقبلة بسبب ارتفاع أسعار البتروكيميائيات والشاحنات والطلب على الطيران، لكن تحقيق هذا النمو في المدى القريب يعني أن الموافقات على مشروعات النفط التقليدية تحتاج إلى مضاعفة من مستوياتها المنخفضة الحالية، ويقول مدير الهيئة الدولية للفيزياء فاتح بيرول في هذا الصدد إنه بدون مثل هذا الارتفاع في الاستثمار فإن الإنتاج الصخري الأميركي الذي تم توسعته بالفعل بوتيرة قياسية سيتعين أن يضيف أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً من اليوم حتى عام 2025، أي ما يعادل إضافة روسيا أخرى إلى الإمدادات العالمية في سبع سنوات والتي ستكون غير مسبوقة تاريخياً.