خطت أرامكو قدماً قي مشروعاتها التوسعية الصناعية والمشروعات الجيدة في الصين في قطاعات التكرير والبتروكيميائيات حيث كان آخر المنجزات والمشروعات العملاقة التي باركها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد باتمام اتفاقية شركة «أرامكو» على تأسيس مشروع مشترك مع شركة نورينكو الصينية لتطوير مجمع للتكرير والبتروكيميائيات في مدينة بانجين، شمال شرق الصين، بحجم استثمارات تصل إلى أكثر من عشرة مليارات دولار. وتابعت «الرياض» مراحل مفاوضات ومباحثات هذا المشروع الذي طال انتظاره في ظل دعم قيادي كبير على مستوى الدولتين لتأكيد مكانة أرامكو كأفضل شريك تجاري للصين في وقت تسعى أرامكو أيضاً لتوسعة مصفاتها المشتركة في الصين في مقاطعة فوجيان وزيادة الطاقة التكريرية لمعالجة أكثر من 300 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام، وإنتاج أكثر من 14 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة وأكثر من ثلاثة ملايين طن من البتروكيميائيات المختلفة، في وقت تعمل على تكرير النفط السعودي الكبريتي، وتمتعها بقدرة إنتاجية سنوية بطاقة 7.5 ملايين طن من النفط المكرر، و1.3 مليون طن من المواد البلاستيكية، و700 ألف طن من المواد الخام للألياف الكيماوية وغيرها من المنتجات البتروكيماوية وتشمل الأوليفينات والمواد العطرية الكيميائية والبولي إيثيلين والبولي بروبيلن، وتوسعة وحدة تكسير الإيثلين. وهذا المشروع ضمن مشروعات أرامكو الأربعة التي قررت خوض غمار توسعتها وتشييد مجمعات مدمجة جديدة وضمن إستراتيجية الشركة التي لم تكن جديدة سواء في مشروعات الاستحواذ على أسهم الشركات الكبرى في آسيا أو تنميتها لاحقاً لأعلى الحصص حيث بدأت أرامكو مؤخراً التركيز على شراء الحصص في أكبر شركات الطاقة العالمية لبلوغ المرتبة الأولى في صناعة تكرير المشتقات النفطية وإنتاج البتروكيميائيات إضافة إلى زعامتها النفطية إنتاجاً وتسويقاً. وتمثل مشروعات أرامكو الجديدة الأربعة في الصين أكبر نقلة في سياستها لتملك الحصص الجزئية أو الكلية حيث يجري الاتفاق مع شركة تشوشان تشجيانغ للبتروكيميائيات، وشركة رونغشنغ للبتروكيميائيات لديها حصة 9 % في اتفاق تكرير 20 مليون طن في السنة أكتوبر 2018 ومن المتوقع بدء تشغيله في الربع الأول 2019 كما وافقت شركة نورينكو في مدينة بانجين الصينية على الاستثمار في اتفاقية تكرير المصافي الإيثيلين، وشركة الصين يونان بتروتشاينا التي تخوض محادثات لاتخاذ «حصة كبيرة» في المصفاة، وشركة فيوجيان إكسون الصينية والتي تمتلك أرامكو حصة 25 % في مركز البتروكيميائيات المقترح. ومن المقرر أن يؤسس الحلفاء أرامكو ونورينكو وبانجين شركة جديدة باسم «أرامكو هواجين للبتروكيميائيات» لتصبح أكبر المشروعات الأجنبية المشتركة في الصين في إطار مشروع سيضم «مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يومياً، ووحدة تكسير إثيلين بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنوياً، ومن المقرر وفق الاتفاقية تملك أرامكو 35 % من الشركة الجديدة فيما ستملك شركتي نورينكو وبانجين 36 % و29 % على التوالي. وستوفر أرامكو إلى ما يصل إلى 70 % من لقيم الخام للمجمع، الذي من المتوقع أن يبدأ عملياته في عام 2024. وتسعى أرامكو بالفعل لاستراتيجية جديدة تمكنها من تعزيز العلاقات مع عملائها بعيداً عن علاقة البائع والمشتري إلى موقع تتمكن فيه من تنفيذ استثمارات كبيرة للمساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية الصينية، إضافة إلى خطط لتأسيس «منظومة تجارية في مجال التجزئة للوقود. وبحلول أواخر عام 2019، يُتوقع أن يتم تأسيس شركة تسويق مشتركة بين ثلاثة أطراف وهي: أرامكو السعودية، وهواجين الشمالية، ومجموعة لياونينغ لإنشاءات النقل الاستثمارية المحدودة، لتطوير شبكة من محطات التجزئة الرئيسة في الأسواق المستهدفة. في حين تسعى الصين لجذب الاستثمارات السعودية واستعادة مكانتها كأكبر مُصدر للنفط إلى الصين، والذي احتلته روسيا في السنوات الثلاث الماضية. وتستعد أرامكو السعودية لتعزيز حصتها السوقية عبر توقيع اتفاقات توريد مع شركات تكرير صينية غير حكومية. في وقت نجح الحليفان أرامكو وساينوبك في تشغيل وحدتي أكسيد الإثيلين وجلايكول الإيثيلين اللتين تم إنشاؤهما في إطار مشروع لزيادة الإنتاج، حيث زادت شركة فوجيان للتكرير وإنتاج الإيثيلين من طاقة وحدة التجزئة البخارية القائمة من 800 إلى 1100 طن متري سنويًا وزيادة إنتاج البولي إيثيلين والبولي بروبيلين والبوتادين، وتنفيذ مشروع لاستخلاص ما يصل إلى 80% من المواد الهيدروكربونية من العوادم الغازية للمصفاة. ونفذت شركة فوجيان للتكرير وإنتاج الإثيلين بناء مرفق بحري لتصدير الإسفلت بهدف تطوير قنوات لبيع الإسفلت خارج سوق فوجيان، في خطوة يمكن أن تزيد بصورة كبيرة من مبيعات الإسفلت في المنطقة، من خلال الاستفادة من سوق الإسفلت الصينية ذات النمو المرتفع، وأن تسهم في تحسين شبكة الطرق وعلى الأخص الطرق السريعة. إضافة إلى تطوير مشاركة أرامكو في مجال تسويق النفط المكرر من السعودية للصين من خلال المشروع المشترك الضخم بين شركة «سينوبك» سينمي المحدودة للبترول وشركة أرامكو السعودية وشركة وإكسون موبيل بحجم رأس مال مسجل يبلغ أكثر من مليار ريال، وتعد أول شركة مشتركة لبيع النفط المكرر على مستوى المقاطعة في داخل الصين، وأكبر شركة مزودة للنفط المكرر في مقاطعة فوجيان، يتبعها أكثر من ألف محطة وقود وعشرة مخازن للنفط لشركة سينوبك سينمي المحدودة للبترول، ويبلغ عدد العاملين بها أكثر من عشرة آلاف، وتتعهد ببيع بنزين السيارات والديزل وكيروسين الإضاءة بالجملة والتجزئة من خلال شبكتها التي تضم 942 منفذًا للبيع بالتجزئة و14 مستودع توزيع، وتسعى لتطوير مواقع جديدة للغاز الطبيعي المسال والمضغوط. حضور قوي لقطاع الطاقة السعودي على المستوى العالمي