عززت مصافي الصين المستقلة في مقاطعة شاندونغ الشرقية معدلات التشغيل عن شهر مايو الماضي لتسجيل متوسط شهري قياسي مرتفع جديد بنسبة 79 ٪ في يونيو. وكان متوسط معدل التشغيل للقطاع المستقل للشهر أكثر من نقطة مئوية واحدة أعلى من 77.9 ٪ في مايو وهو أعلى مستوى قياسي سابق. وعلى الرغم من ضعف هوامش التكرير المحلية بشكل طفيف في يونيو، كان من الضروري لقطاع التكرير المستقل تعزيز معدلات التشغيل خلال الشهر، لتصفية التدفقات الكبيرة من النفط الخام المستورد خلال الفترة من مايو إلى يونيو، وفقًا لمسؤولي الصناعة ومصادر التكرير. واستوردت مصافي شاندونغ المستقلة مجتمعة 13.85 مليون طن متري من الخام في يونيو، وهو رقم قياسي مرتفع و7 ٪ أكثر من 12.95 مليون طن متسلمة في مايو. وانخفض حساب التكرير المحلي في يونيو بمقدار 69 يوان (24 دولارًا) للطن المتري إلى حوالي 285 يوانًا للطن متري نظريًا لتكسير الخام المستوردة. وتم استخدام ما مجموعه حوالي 110,000 طن متري من مزيج البيتومين كمواد خام للتكرير من قبل أكبر مصفاتين مما يمثل أعلى استهلاك شهري للمنتج منذ مارس 2018. وجاءت الزيادة في الطلب على مزيج البيتومين مفاجأة صغيرة حيث بدأ عدد كبير من ترقيات الطرق وأعمال الرصف في الصيف، ومزيج القار هو المادة الأولية المثالية لإنتاج الأسفلت. وبصرف النظر عن مزيج القار، عالج القطاع ما مجموعه حوالي 11 مليون طن متري، أو 2.7 مليون برميل في اليوم من النفط الخام في يونيو، بزيادة 1.5٪ عن مايو. وفي يونيو، تم تكسير ما مجموعه 39 درجة مختلفة من الخام المستورد من قبل 45 مصفاة تم مسحها من قبل "بلاتس"، ارتفاعًا من 32 درجة تمت معالجتها في مايو. ومن بين مختلف فئات الخام التي قام القطاع المستقل بمعالجتها في يونيو، سجل استهلاك خام أبو ظبي مربان الحامض الخفيف أكبر نمو بلغ 126.1٪ في الشهر ليصل إلى 520.000 طن متري، مما يضعه في القائمة الخمسة الأولى من المواد الخام الأكثر تفضيلاً في يونيو. وعجلت اتفاقية توريد النفط الخام السعودي للصين التي وقعتها أخيراً شركة "أرامكو" السعودية مع شركة "تشجيانغ للبتروكيماويات" الصينية في دفع مفاوضات الشركتين قدماً للتحالف في مشروع ضخم للتكرير والكيميائيات في أقصى شرق الصين ضمن خطط واستراتيجيات متشابهة ومتطابقة تنتهجها الشركتين للتوسع الكبير في استثمارات المصب التي تعظم قيم النفط الخام، حيث ذكرت أرامكو بأن "أرامكو" السعودية وقعت مذكرة تفاهم مع حكومة مقاطعة "تشجيانغ" الصينية للاستحواذ على حصة في مشروع المصفاة الجديدة التابعة ل"تشجيانغ للبتروكيميائيات". وحمل شعار توقيع الاتفاقية تطلع شركة "أرامكو" السعودية لتعميق تركيزها على الأسواق الصينية لزيادة استثماراتها كشريك رئيس في مجموعة من الأعمال النامية للتكرير والبتروكيماويات في الصين لتعزيز قاعدة عملائها، في وقت مثلت الصين استثناء ملحوظا كأكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم جاذبة أكثر من 70 مليار دولار إلى اقتصادها في النصف الأول من العام الجاري 2019. ويعزز استحواذ "أرامكو" على حصص في المصفاة الجديدة التابعة ل "تشجيانغ للبتروكيميائيات" استراتيجية الشركة الخاصة تجاه الصين التي ترتكز على التحالف مع حكومات المقاطعات الصينية والمناطق الاستثمارية الثرية التي تمكن "أرامكو" للمحافظة على التزامها الثابت لأن تكون مورد الطاقة الرائد والموثوق للصين وسعي الشركة إلى توسيع استثمارها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين وفي أماكن اخرى في دول آسيا وحول العالم من خلال الاستثمارات الكُبرى في مجالات الإمداد المتكامل والتكرير والكيميائيات وزيوت التشحيم والتوزيع والتسويق حيث تعزز مثل هذه الاستثمارات أمن الطاقة في الصين. في حين تنظر شركة "تشجيانغ للبتروكيماويات" بقدرتها على استقطاب وجذب حليفتها المرتقبة "أرامكو" للفائدة من قوتها النفطية الهائلة وإمداداتها للصين التي تعد أكبر مستورد للنفط السعودي بأكثر من مليون برميل يوميا وهو ما يمثل ربع إجمالي واردات الصين ويمثل جزءا كبيرا من احتياجاتها الإجمالية من الطاقة في وقت بلغ إجمالي واردات الصين النفطية العالمية لشهر سبتمبر الماضي 3,8 ملايين برميل، إضافة إلى الفائدة من قدرات "أرامكو" الابتكارية في صناعة الطاقة وتطوير التقنيات، في وقت تتجه الصين لإغلاق العديد من المصانع القديمة غير المتطورة غير القادرة على المنافسة. وتأتي الاتفاقية في وقت تتجه شركة "تشجيانغ للبتروكيماويات" لتوفير معدات لأول 20 مليون طن سنوياً من مجمعها للتكرير والكيميائيات وتشمل المرحلة الأولى التي ستنتج 1.4 مليون طن سنويا من الإيثيلين، والمرحلة الثانية التي ستضاعف تقريبا قدرات التصنيع والإنتاج في الموقع ومن المقرر انجازها خلال الربع الأول من عام 2021، وفق موقع الشركة الذي حدد قيمة الاستثمار الشامل بحوالي 160 مليار يوان لإكمال المرحلتين. في حين تسعى "أرامكو" لتعزيز نفوذها في مختلف أنحاء الصين وتعظيم تحالفاتها مع شركة الصين للبتروكيماويات "سينوبك" في شركة "فوجيان" للتكرير والبتروكيميائيات المحدودة البالغ حجم استثماراتها أكثر من 23 مليار ريال حيث تمضي "أرامكو" لتوسعة قدرة المصفاة وزيادة الطاقة التكريرية لمعالجة أكثر من 280 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام، وإنتاج أكثر من 14 مليون طن من المنتجات المكررة وأكثر من 3 ملايين طن من الكيميائيات المختلفة، في وقت تعمل على تكرير النفط السعودي الكبريتي، وتمتعها بقدرة إنتاجية سنوية بطاقة 7.5 ملايين طن من النفط المكرر، و1.3 مليون طن من المواد البلاستيكية، و700 ألف طن من المواد الخام للألياف الكيماوية وغيرها من المنتجات البتروكيميائية.