في عالم كرة القدم ليس هناك فريق لايخسر، والخسارة في بعض الأحيان تبدو مفيدة ومن مصلحة الفريق الذي يسيطر على البطولات ويعتلي منصات التتويج، أعتقد أن خسارة الهلال متصدر الدوري من فريق بعيد عن المنافسة وهو الوحدة جاءت في وقتها فالفريق الذي أكل الأخضر واليابس وصل لاعبوه إلى مرحلة يحتاجون معها لهزة تعيد بعضا من التوازن لهم ويراجعون من خلالها حساباتهم فليس من المعقول أن تطغى الفردية على أداء عدد كبير من اللاعبين وخصوصاً المؤثرين كسالم وكاريلو، وهتان، ويظهر عدد آخر بمستويات متدنية كالبريك وجوميز وسلمان والبليهي. كشفت الخسارة للمدرب رازفان مستويات اللاعبين وأن المهاجم خربين أخذ الفرصة الكاملة ولا يمكن أن يقدم أكثر من ماقدم وأن إمكاناته أقل بكثير من أن يتواجد في تشكيلة بطل القارة، وأن المهاجمين الشابين الشهري والطريس لابد أن يأخذا الفرصة الكاملة فلديهما من الطموح والحماس مايجعلهم مهاجمين مفيدين. المتصدر خسر حتى الآن خمس نقاط من فرق بعيدة عن المنافسة تعادل مع أبها وخسارة من الوحدة، وهذا مؤشر غير جيد لفريق يبحث عن المحافظة على لقبه، ولكن الغريب أنه خلال مواجهة الوحدة كان الأكثر سيطرة واستحواذا وتحصل مهاجموه على فرص محققة، ولكن الفردية طغت على لاعبيه بالإضافة إلى تأخر المدرب في معالجة الخلل من خلال التشكيل المثالي كان لها دور مؤثر في الخسارة التي لا تقلل من قيمة بطل لم يكتب له الفوز ولعل في خسارة أغلب الفرق العالمية الكبيرة المتصدرة لدوريات بلدانها في أوقات مقاربة لوقت خسارة الزعيم العالمي الذي يجاريها في تاريخه وشعبيته وعالميته وبالإمكان تشبيه ماحدث بهزة ونزول مفاجئ في بورصة الأسهم لسهم ذهبي يمثل شركة كبيرة وهو نزول وقتي وعبارة عن تصحيح ومايلبث هذا السهم أن يرتفع ويعود لوضعه الطبيعي ويجني ملاكه والمستثمرون فيه أرباحا طائلة وخيالية وهذا ماسيحدث للهلال الذي سيعود أقوى وعلى الفرحين بخسارته التأني وإدراك أن فرحتهم لن تكتمل وتستمر وستكون أشبه بتلك الفرحة الطاغية عندما أقصي من الآسيوية وعاد إلى عرينه وبعدها أسقطهم بالضربة الفنية القاضية وكوش على الذهب.