نصادف في حياتنا اليومية الكثير من الأشخاص الذين يشعروننا بأننا مجبرون على مراعاتهم بشتى الطرق، حتى على حساب أنفسنا. قد نستغرق الكثير من الوقت لتحديد ماهية الأشخاص من حولنا ودوافعهم ولكن ضع أمام عينيك قاعدة ثابتة في كل علاقاتك مهما كان ظرف تلك العلاقة وهي أن تبقي مسافة أمان بينك وبين أي شخص يدخل حياتك حتى تستطيع المغادرة بأقل خسائر ممكنة، هذا النوع من الأشخاص أو هذه العلاقة التي أقل ما يمكن تسميتها بالعلاقة السامة، تماماً كالسم الذي يتغلغل في جسمك، فيشعرك بالضعف والتعب، ويؤثر على صحتك وطاقتك ونظرتك للحياة فعندما تتعرف على هذه العلاقة وتتأكد من سميتها، يجب مغادرتها على الفور. فكيف تتعرف عليهم؟ مثل هذه العلاقات تشعرك بأنك مقيد تماما، يرافقك دائماً شعور أنه عليك مراعاة مشاعر الطرف الآخر ولا يمكنك التصرف على طبيعتك، فتخاف من أي كلمة تود قولها وتكون حذرا تماما في كلامك وتصرفاتك. علاقة يتم فيها انتقادك والشكوى منك باستمرار؛ فتأكد أن أثر هذا النقد سيكون كبيراً وسيئاً جداً، وهذا دليل على أن هذه العلاقة من شأنها أن تؤذيك عقلياً وجسدياً، فهذا النوع من التوتر النفسي سيؤثر بلا شك على صحتك، في أغلب الأحيان يكون هناك شخص نرجسي يطالبك بكل اهتمامك ويتحكم بأغلب تصرفاتك ويسيطر عليها من الممكن أن تسلبك العلاقة التي يسودها السيطرة شعورك بالحرية أو الاكتفاء الذاتي الذي تملكه. الأخذ دون العطاء في المقابل وعدم توازن المشاعر أو الرغبة في استمرار العلاقة بين الطرفين فالعلاقات التي تستمر لأن طرفًا واحدًا فقط يهتم باستمرارها تكون مرهقة لكل من الطرفين بشكل أو بأخر فأي علاقة تشعر فيها أنك تبذل مجهودًا كبيرا دون مقابل هي علاقة سامة. دائما ما يرغب هؤلاء الأشخاص بتغييرك ويريدون منك ابتعادك عن شخصيتك الحقيقية وآرائك ورغباتك من أجل إرضائهم، ذلك ينتج عنه عدم التواصل مع النفس وعدم الشعور بذاتك ورغباتك الحقيقية وآرائك، فالعلاقة التي تتطلب منك تغيير نفسك تحطم علاقتك بنفسك. جميعنا نعرف أن الهدف من العلاقات باختلاف أنواعها هو تحقيق الراحة لكلا الطرفين، العلاقات الإنسانية تتولد بين البشر للشعور بالأمان والتواصل أو تبادل المشاعر والشعور بالسعادة والاهتمام وغيرها. أيًا كان نوع تلك العلاقة إما أن تحقق أهدافها للطرفين، وحينها تكون علاقة صحية أو أن تكون العلاقة سامة، وهي التي تشعر من خلالها بالإستنزاف أو الجهد والاستغلال وتكون تلك العلاقة عبئًا عليك لا راحة لك فإن واجهت واحدة من تلك العلامات فاحرص تماما أن تغادرها فورا.