تعهّد قادة دول مجموعة العشرين بفعل كل ما يلزم لضمان التوزيع العادل للقاحات فيروس كورونا المستجد، وفقا لمسودة إعلان ختامي لقمتهم الافتراضية التي تنظّمها السعودية. وجاء في نص مسودة البيان التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس "لن نتراجع عن بذل كل جهد ممكن لضمان الوصول العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاجات بتكلفة معقولة". ويلتقي زعماء العالم بينما تتكثّف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة في الفترة الأخيرة، وفيما تتوالى الدعوات لسد عجز بنحو 4.5 مليارات دولار في صندوق خاص بتمويل هذه الجهود. ومع استمرار تفشي الوباء خصوصاً في الولاياتالمتحدة حيث تجاوز عدد الإصابات 12 مليوناً، اختار المسؤولون المشاركون لهجة توافقية حازمة لكن من دون دعمها بخطوات ملموسة. جاء في مسودة الإعلان الختامي أن المشاركين "يؤيدون بالكامل" الآليات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لضمان ألا ينحصر توزيع اللقاحات المستقبلية بالبلدان الثرية، متعهدين ب"تلبية احتياجات التمويل التي لا تزال قائمة". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال السبت تعليقاً على الإعلانات المتعددة الأطراف حيال قرب التوصل للقاحات: "حتى لو كانت المنافسة حتمية هنا، يجب أن نركز قبل كل شيء على الجانب الإنساني". وكان يشير بذلك إلى اللقاحات التي بدأت تظهر في الولاياتالمتحدة، وروسيا، وألمانيا، وإيطاليا، والهند، وغيرها من الدول. وإلى جانب اللقاحات، برز موضوع شائك آخر على جدول أعمال مجموعة العشرين وهو ديون البلدان الفقيرة والتي ازدادت بشكل كبير بسبب الكارثة الاقتصادية الناجمة عن الوباء. ويعد قادة مجموعة العشرين في بيانهم بوضع مبادرة تعليق خدمة الدين "قيد التنفيذ"، على أن تستفيد 29 دولة من هذه الآلية التي تسمح للبلدان الفقيرة بتأجيل تسديد فوائد ديونها حتى يونيو 2021. وبينما كانت الأممالمتحدة تأمل في تمديد فترة السماح هذه حتى نهاية العام 2021، ستطلب مجموعة العشرين من وزراء ماليتها "دراسة" هذه المسألة في الربيع المقبل. بعيداً عن الوباء، تسلّط مسودة البيان الختامي الضوء على مسائل كانت شائكة في السنوات الأخيرة إنّما بلغة أكثر توافقية من السابق، ومن بينها المناخ والتجارة. ففيما يتعلّق بالبيئة مثلاً والمناخ، لا يشمل البيان الفقرة التي اعتمدها الأميركيون وحدهم خلال قمة أوساكا في إعلان العام الماضي. وتوصّلت الدول حينها إلى إعلان في شأن المناخ باستثناء الولاياتالمتحدة التي أقرت فقرة خاصة بها، وذلك بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة واشنطن عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورغ العام 2017 وبوينس آيريس عام 2018. ويعد القادة في قمة السعودية ب"مواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحاً". لكن الفقرات الأخرى من الإعلان تميّز بدقة بين الموقعين على اتفاقية باريس والآخرين، أي الولاياتالمتحدة بشكل خاص، علماً أن الرئيس المنتخب جو بايدن وعد بإعادة بلاده إلى الاتفاقية التي انسحب منها ترامب.