أحمد شراحيلي لا يصلح للعب كرة القدم، وعبدالله المعيوف حارس عادي، وسلمان الفرج لاعب متعالٍ واستعراضي. هذه نماذج لآراء منتشرة بين شريحة ليست قليلة والقاسم المشترك بين كل هذه الآراء أنها جميعها تنطلق من انطباعات مسبقة شكلت هذا الرأي وظل يلاحق هؤلاء اللاعبين «وهم نموذج فقط وغيرهم كُثر»، وهذا الأمر فيه إجحاف لحقيقة ما هم عليه اليوم من مستوى فني وما وصلت إليه مسيرتهم، فعبدالله المعيوف هو الحارس السعودي رقم واحد حالياً بدون منازع كتأثير وكقيمة فنية وكحفظ لهوية الهلال وأسلوب لعبه، وأحمد شراحيلي بعيداً عن عدم نجاحه مع الهلال خاض تجربة ناجحة مع الفتح قبل ثلاثة مواسم، ومنذ موسمين وهو ركيزة أساسية في الشباب ويقدم أداء جيداً وثابتاً ووصل باستمراريته للمنتخب الوطني، وسلمان الفرج منذ عدة مواسم تخلص من كثير من عيوبه الفنية ونواقصه وأصبح يمثل لفريقه قيمة فنية تفوق كثيراً من الأجانب في الهلال نفسه وفي الدوري عموماً. جميع هذه الآراء عندما تسقطها على الواقع الحالي وتنظر لتأثير هؤلاء اللاعبين على فرقهم تدرك مدى سطحيتها وبالتأكيد ستكون هذه حال أي رأي أو تقييم مبني على انطباع أولي ومتابعة ناقصة وركوب لموجة التهكم والانتقاص من أسماء معينة. السطر الأخير: فشل أي لاعب في تجربة معينة لا يعني بالضرورة فشله كلاعب وأنه غير صالح لممارسة لعبة كرة القدم، ولكن أسلوب لعب الفريق، وتوظيف المدرب وثقته باللاعب، ومكانة اللاعب في المجموعة ككل، وحجم الضغوطات، جميعها معطيات قد تساهم بنجاح اللاعب أو فشله، لذلك اختزال التقييم في الإمكانات فقط هو رأي ناقص.