ذهبت إدارة هلالية، وذهب مدرب كان محل خلاف واسع، وجاء مدرب جديد، وتولت زمام الأمور إدارة أخرى، وحقق الفريق الكروي بطولتين متتاليتين أمام جاره النصر، ساهمتا في تهدئة الأمور في النادي وبث التفاؤل عند أنصاره، والتأكيد أن الهلال فريق لا تغيب عنه الشمس... حدث ذلك في بضعة أشهر، ثم ماذا؟ الأمور عادت للهدوء في الهلال، لكنها قابلة للاشتعال في أي لحظة، وما حدث بعد الخروج الآسيوي ثم الخسارة الأولى في الدوري يكشف ذلك، فجمهور الهلال لا يعرف أنصاف الحلول، ولا يعرف المزايدة على فريقه، ولا يستطيع أن يتحمل غياب فريقه عن البطولات ولو لموسم واحد، لذا فإن العمل في الهلال شاق جداً، ولكل شيء ضريبة، وكل من عمل في إدارات الهلال ولعب للهلال يعرف ذلك جيداً. الحقيقة أن إدارة الهلال الحالية قد عملت نوعاً ما لتأمين متطلبات الفريق، وقد اجتهدت في هذا الجانب، ويكفي أنها تسمع رأي الجمهور الهلالي جيداً، والحقيقة أيضاً أن هناك احتياجات مهمة للفريق لم يتم تحقيقها حتى الآن رغم أن الهلاليين تحدثوا عنها كثيراً وفي غير منبر. فالهلال مثلاً بحاجة ماسة إلى مراجعة سياسة إدارة كرة القدم فيه، والتعامل مع اللاعبين فيه، والبحث عن أسباب عدم انضباط بعضهم، ودور إدارة الكرة في علاج ذلك، وعدم ترك كل شيء في يد المدرب، وبحاجة إلى الإجابة عن هذا السؤال: هل إدارة الكرة الحالية تقوم بالدور المنوط بها بكفاءة وفعالية؟ هنا لن أتحدث عن أسماء بعينها ولكن أتساءل عن جهاز متكامل يجب أن يكون نسيجاً واحداً في عمله وفي تقييمه. والسؤال هنا مثلاً: هل عملت إدارة الكرة على وضع لائحة داخلية للاعبي كرة القدم توضح حقوق كل لاعب وواجباته وما له وما عليه؟ وتوضح العقوبات على كل مخالفة وكيفية التدرج في العقوبات دون تجاوز ما في لوائح وأنظمة الاحتراف؟ أم أن الإدارة تتم بالبركة والقرارات تتم دون أطر نظامية، ما يجعلها عرضة للتفاوت بين حالة وأخرى؟ والهلال مثلاً بحاجة إلى غربلة شاملة في صفوفه، ولو أدى ذلك إلى خسائر مالية مكلفة، فبعض العلاج ما منه بد ولو ارتفعت فاتورته، وقلت هنا وقال غيري إن مجاملة أسماء بعينها ليس في صالح الفريق ولا حاضر الفريق ولا مستقبل الفريق، وفي مباريات الفريق الأخيرة ما يكشف بجلاء الأسماء المقصودة، وما يجب أن يعرفه الهلاليون أن مجاملة بعض الأسماء يخلق مشكلة تكبر مع الأيام مثل كرة الثلج مما يصعب وضع حلول مناسبة لها في نهاية الأمر. مقابل ذلك، يحتاج الفريق إلى دعمه بعناصر محلية أو تصعيد لاعبين شبان يخدمون الفريق لسنوات مقبلة، وسيكون ذلك في صالح الفريق على المدى الطويل، فمنح الفرصة للاعب شاب ينتظر أن يقدم شيئاً، أفضل من الإصرار على أسماء قالت إنها لن تقدم أي شيء، لا سيما في مركز الحراسة ومتوسط الدفاع والمحور الدفاعي ورأس الحربة، فالبديل الجاهز الكفء يجب أن يكون موجوداً حتى لا يتعثر الفريق في أي مرحلة، وحتى لا يضطر مدرب الفريق إلى اللعب بأسماء في غير مراكزها فيكلف فريقه الكثير.. وليس أوضح من مشاركة الفرج كمحور دفاعي، فيعجز عن تقديم شيء ويورط الفريق بأخطاء بدائية.. كما يخسر الفريق جهوده في الشق الهجومي الذي يتفوق فيه. والهلال يحتاج أيضاً إلى خبراء فنيين يكونون بالقرب من الإدارة ومن مدرب الفريق الذي يجب أن يواجه بأخطائه التي تتكرر في كل مباراة، وفي كل مرة يعترف بخطئه ويعد بالعلاج وما من فائدة لذلك؟ مع احترامي للإدارة الهلالية فإن عملها لم يبدأ فعلياً وكما يريد الهلاليون بعد، أو أنه بدأ لكن نتائجه لم تظهر بشكل واضح حتى الآن، فلا شيء تغير عن المواسم الماضية، الفريق يخرج من بطولة آسيا، يخسر في الدوري، أخطاء اللاعبين كما هي، أخطاء إدارة الكرة كما هي، التعاقدات لا سيما المحلية معدومة، مشاكل اللاعبين ما زالت موجودة.. أخيراً أطرح السؤال: هل تغير شيء فعلي بعيداً عن القشور؟ مراحل.. مراحل - الهلال فاز بصعوبة على القادسية.. وهو ما كان متوقعاً عطفاً على ظروف الفريق والغيابات التي يعاني منها. - منذ خسارة النصر نهائي كأس الملك على يد الهلال والفريق في تراجع ومشاكل، دون أن يعرف النصراويون السبب، مرة في تأخر الإعداد، ومرة في إصابات اللاعبين، ومرة في إيقاف آخرين، ومرة في داسيلفا. - خسر النصر كأس الملك، ثم كأس السوبر، ثم خرج من كأس ولي العهد، وخسر نصف نقاطه في الدوري، وبعض إعلامييه والمحسوبين عليه مشغولون بحارس الهلال خالد شراحيلي. - عندما لا تكون قادراً على التعبير عن رأيك بحيادية.. ستكون مجرد أضحوكة. - ناس مشغولة بالدفاع عن الإدارة.. وناس مشغولة بالمدافعين عن الإدارة. - النصر تراجع كثيراً بسبب فقدانه بعض الأدوات التي كانت (تدفع) به للمنافسة، وتراجع مستوى بعض لاعبيه، وربما غياب الحافز لدى بعضهم بعد الفوز ببطولتي دوري متتاليتين، لكنه لن يكون أمام الهلال بعد يومين بالشكل الذي كان عليه أمام الفيصلي، فمباريات الديربي لها حساباتها الخاصة. - إدارات الأندية يجب أن تتنبه لتدخلات بعض اللاعبين القدامى وعلاقاتهم باللاعبين والإداريين الحاليين وقدرتهم على التأثير عليهم بما يخدم مصالح خاصة على حساب النادي. - فريق الرائد وبعد ست جولات لم يحقق سوى تعادلين، وأصبح وضعه صعباً جداً في الدوري.. هنا أعتقد أن تدخل أعضاء الشرف الفاعلين والمؤثرين وأصحاب الخبرة، بات لازماً لإنقاذ الفريق قبل الدخول في دوامة صعبة خلال الجولات المقبلة. - إدارة الرائد استعجلت في إلغاء عقد مدرب فريقها، واستعجلت في اختيار البديل.. وها هو الفريق يدفع الثمن. - بعض البرامج الرياضية تستضيف أناساً غير متخصصين للإفتاء في مسائل رياضية، فيظهر هؤلاء بشكل ضعيف أمام المشاهد تماماً بالشكل الذي يمكن أن يظهر به أحد نجوم الكرة لو طلبت منه أن يتحدث عن عناصر بناء الرواية ومقوماتها الفنية وتطورها في العالم العربي... والعرب قالت قديماً: (من تحدث بغير فنه أتى بالعجائب). - بعض الإعلاميين والعاملين في الأندية.. لديهم نهم غير طبيعي واستعداد للظهور في أي برنامج حتى لو كان في قناة أطفال. - ظن الاتحاديون أن فريقهم قد عاد بعد فوزه على الهلال بأخطاء حارس ومدافعي الأخير.. لكن الفتح أعاد الاتحاد لواقعه!!