احترام إدارة الفريق لقرارات الجهاز الفني، وعدم التأثير عليها بأي شكل من الأشكال، يمنح أي فريق استقراراً فنياً لفترة أطول، وينعكس ذلك إيجاباً على المنظومة العامة، باحترام اللاعبين لقوة شخصية المدرب، كمسؤول أول عن الجوانب الفنية كافة، ما يساهم في مضاعفة كل لاعب لجهوده وانضباطيته في التدريبات، للفوز بثقة المدرب في أي لحظة، للتواجد في القائمة الأساسية للفريق. في هذا الصدد برزت حالة المنافسة بين حارسي الهلال عبدالله المعيوف والعُماني علي الحبسي على الظهور الأساسي في مرمى الهلال مع مستهل الموسم الجديد، وبدأت المداولات والتساؤلات الجماهيرية والإعلامية، تدور في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، حول من يستحق منهما حماية العرين الأزرق؟ وذهب الكثيرون فور توقيع الإدارة الهلالية مع الحبسي، إلى الاعتقاد بأنه سيحجز مقعده أساسياً في حراسة الفريق، عطفاً على حضوره إلى الدوري السعودي، قادماً من تجربة ثرية في الدوري الإنجليزي، وما يحمله من تاريخ عريض في الملاعب كحارس دولي يشار له بالبنان، ويعد أفضل حارس خليجي لمواسم عدة، كما ربط محبو "الأزرق" بين التعاقد مع الحبسي، وبين مهمة الفريق المقبلة والمفصلية في دوري أبطال آسيا، لتعزيز صفوف الفريق. مدرب الهلال الأرجنتيني رامون دياز كان له رأيه الخاص به في هذا الشأن كمدرب للفريق، إذ مع أول مواجهة في "دوري جميل" لحامل اللقب الهلال أمام الصاعد الجديد الفيحاء، احتفظ الحارس المعيوف بموقعه أساسياً في المرمى الهلالي، كما كان في الموسم الماضي، وهو ما أكد الأنباء التي راجت قبل الموسم عن نية مدرب الهلال مواصلة الاعتماد على المعيوف، حتى في تواجد واحد من أفضل الحراس في آسيا كالحبسي، الذي ظهر على مقاعد البدلاء، في أول ظهور له في الملاعب السعودية مع فريقه الجديد الهلال، وهو ما أطلق الكثير من النقد تجاه مدرب الهلال فور الإعلان عن قائمة المباراة، إلا أن تألق المعيوف في المواجهة، وتصديه لركلة جزاء للفيحاء في وقت حاسم من المباراة، وقيادته الفريق لتحقيق أول ثلاث نقاط، خفف كثيراً من وطأة هذا النقد، بعد نهاية اللقاء الصعب. في علم التدريب يميل الكثير من المدربين حول العالم إلى تعزيز الثقة في العناصر الأساسية في الفريق، دون المغامرة بإقحام أي من البدلاء منذ الوهلة الأولى، إذ معها قد يخسر الفريق العنصر الأساسي، بعد نزع الثقة في قدراته بصورة مفاجئة دون مبرر واضح، خصوصاً في حال إخفاق العنصر البديل في تعويض مستوى نظيره الأساسي، ما يضاعف الخسارة الفنية لدى المدرب إلى خسارتين وتهتز معها الثقة في كل صوب، إذ يعمد المدرب الناجح إلى استثمار تواجد بدلاء أكفاء، بتفعيل الضغط الإيجابي على العناصر الأساسية، لإخراج أفضل مالديها من مستويات، قبل فقدانها الفرصة لصالح البديل الجاهز، وهو مايبدو أن دياز يطبقه الآن في مركز الحراسة "الأزرق"، وقد يجني ثمار ذلك في الاستحقاقات المقبلة بالاحتفاظ بالمعيوف أساسياً ومحاطاً بثقة فنية لا محدودة تعزز حضوره مع الفريق، وفِي ذات الوقت سيكون بديله الحبسي متشوقاً أكثر وبجاهزية عالية، للمشاركة في أي ظرف، ولايقلل ذلك في كل الأحوال من قدرات الحبسي كحارس خبير ومخضرم، خاض تجارب دولية عدة، ويؤمن بالتأكيد بالمنافسة الشريفة لخدمة الفريق ككيان واحد يطغى على الجميع، دون تشخيص قرار المدرب بصورة سلبية، إذ إن قرار المدرب سيظل نافذاً ومهيمناً على منظومة الفريق، مهما اختزل الفريق من نجوم في المراكز كافة. في هذا الصدد يقول حارس الهلال عبدالله المعيوف بعد مباراة الفيحاء: "وجود الكابتن علي الحبسي إضافة للهلال، ولي شخصياً وسأعمل على الاستفادة من خبرته وإمكاناته، وأنا جاهز لخدمة الفريق في أي وقت، وثقة المدرب، بمنحي الفرصة باللعب أساسياً تعني لي الشيء الكثير". فيما يؤكد الناقد الفني موسى المحياني بعد المباراة عبر حسابه في "تويتر": "دياز يبدأ بنفس عناصر الفريق البطل العام الماضي، تصرف يدل على حسن إدارة، أثبتها ومازال يثبتها مدرب بلاد التانجو".