عن الرغبة في التفوه بعبارة (إي والله صحيح) حينما نبحث عن مفردة تناسب موقفًا ما اختبرناه أو حُكِيَ لنا، وعن التصرف الذي لا نجد له مبررًا كأن نسير بحذر بين مربعات الأرصفة وكأننا سنُحاسب من سلطة ما إن فعلنا عكس ذلك. يأتي بودكاست "كلام في الكلام" الذي تعده وتقدمه غادة الحسين ليكون بمثابة العِبارة التي كان يبحث عنها أحدنا من جهة، والتصرف "الرصيفي" من جهة أخرى، وهو إذ ذاك خليط من الحلقات المتجددة شكلًا وموضوعًا، ويتحاشاها أو لا ينتبه لها في العادة أغلب من تصدى لأمر كهذا، حيث تتناول الحسين مواضيع اجتماعية وثقافية ونفسية بأسلوب من يحادث مجموعة من الرفاق في إحدى مقاهي الرياض، وتكاد لا تنهي غادة حلقة من "كلام في الكلام" إلا وتنجح في زرع ابتسامة على وجه المستمع. حلقات بودكاست "كلام في الكلام" لا تتجاوز 15 دقيقة في أطول حالاتها حيث تضمن استيفاء عناصر المعادلة الصعبة (الجوانب المتشعبة لكل موضوع + مراعاة قدسية وقت المستمع الكريم) لتكون النتيجة بودكاست لا يخلو من الظرافة والكوميديا السوداء الذكية "كلام في الكلام".