الهلال الوحيد المتفوق في المسؤولية الاجتماعية وحسابات الأندية إخبارية ما يعرض في البرامج الرياضية مخجل ويكرس ثقافة الكراهية بين الجماهير الإعلام الرياضي لا يواكب تطور الرياضة السعودية وأصبح أكثر خطورة حاولت الاستثمار في الأسهم فوقعت في مصيدة التسلل والأندية تحتاج لمن يرتقي بها أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك العشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفون إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر هذه الزاوية التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا هو الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا أستاذ التغير الاجتماعي والثقافي في جامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز بن علي الغريب. * في ظل الدعم المادي والمعنوي الكبير للأندية السعودية، كيف ترى حظوظها في البطولات في الموسم الحالي؟ * المنافسة عالية والمستويات متقاربة جداً ولم نعد نشاهد الأهداف الكثيرة في المباراة الواحدة، الأسماء العالمية بُدئ في استقطابها.. أعتقد أننا نسير وفق النموذج الإنجليزي لاتساع المنافسة وكل المباريات ممتعة والمنافسة تشتد لأكثر من ستة فرق على الأقل للقب.. أعتقد أننا نحقق دورياً قوياً فنياً ومثيراً ومتميزاً تسويقياً. * تراشقات بعض مسؤولي الأندية أثناء الموسم الرياضي، كيف تجدها؟ * للأسف لا تليق بهم ولا بالكيانات التي يتولون رئاستها وتقلل من مكانتهم وقيمتهم. كلاهما خاسر قيمياً.. ربما نجد العذر للبعض لنقص الخبرة، لكنها تصدر ممن أمضوا سنوات طويلة في العمل لا تليق فهي مزعجة جداً، خاصة عندما يكون فيها ألفاظ عنصرية أو غير أخلاقية أو تشبيهات تهكمية، فهناك فرق بين الإثارة وبين الإساءة اللفظية التي تنحدر بأخلاقيات وقيم الرياضة الجميلة.. الكيانات يجب أن يرأسها من يرتقي بها وليس من يقلل منها. العدالة المفقودة * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ * الشعور بعدم العدالة ونزاهة المنافسة أي خلل بها هو نهاية لمفهوم وماهية الرياضة. أحسب لذلك باختيار الكفاءات التي تدرك ذلك مهما كانت ميولها وعشقها.. لذلك أقدر كل من يستطيع رفض أي منصب في المجال الرياضي خشية أن لا يكون نزيهاً وعادلًا.. وهي بالمناسبة عمليه ليست سهلة على الإطلاق لا يفعلها إلا الواثقون من قدراتهم. * سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أولى اهتماماً كبيراً ودعماً غير مسبوق لأنديتنا من مواسم عدة من خلال إبرام الصفقات وسداد الديون ويطمح لأن يكون دورينا من أفضل 10 دوريات بالعالم، ماذا ينقص هذا العمل إعلامياً؟ * الكفاءات الإعلامية النوعية.. الكم موجود ولكن الكيف يبدو قليلاً، فمهارات الإعلام والاتصال الحديثة بوسائطها وتقنياتها مهم توفرها. ليست القضية استخدام تقنيات بل محتوى قادر على الارتقاء فوق العشق والميول.. ففي ظل التناقضات والصراعات الإعلامية أعتقد أننا بحاجة لجيل جديد نصبر على ما ينقصه من مهارات، فهو أفضل من جيل انغمس في التعصب بشكل ربما لا يستطيع الخروج منه. وكثير من وسائل إعلامية عالمية تستقطب أسماء إعلامية مميزة تتماشى مع مستوى الرياضة لديها خاصة في كرة القدم.. فنحن نستقطب لاعبين ومدربين وحكاماً ومعلقين، فما المانع أن نستقطب كفاءات إعلامية. فالمرحلة اختلفت وتحتاج نوعية خاصة. الإعلام القوي * المساحة لك لتوجه روشته إعلامية لكافة وسائل الإعلام وتعاملها مع رياضتنا؟ * في رأيي المتواضع.. لا رياضة بلا إعلام قوي وجاد ومشوق ورصين. المعرفة، المهارة، الأخلاقيات الثلاثية لتوفير إعلاميين قادرين على مواكبة المرحلة. لذلك أعتقد أن الجهات المسؤولة عن العاملين ما بين المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة والاتحادات المعنية نحتاج فريقاً عملياً يمثلها لوضع برنامج أشبه بالأكاديمي والمهني لكل من يرغب العمل في الإعلام الرياضي بمجالاته وأشكاله، حتى ننتج جيلاً جديداً من الإعلاميين الذين تحتاجهم المرحلة.. ليس دور المؤسسات فرض قوانين وهي لا تضع الفرص الممكنة لإعداد مهني عالي المستوى. * الأدوار التي تقدمها الأندية كيف تُقيمها؟ * للأسف الدور الرياضي لا زال هو المسيطر وكرة القدم على وجه التحديد.. المسابقات للألعاب المختلفة أقل من حيث الإنفاق المادي والاهتمام.. بينما الدور الاجتماعي والثقافي أقل وأقل. * هل توافقني بأن هناك غياباً للمجال الثقافي والاجتماعي؟ * أعتقد منذ بدء الاحتراف كان التركيز على المجال الرياضي ويبدو أن المسؤول يرى في المجال الرياضي أنه يحقق المكانة التي جاء من أجلها، كما أن تعلق الجماهير بناديهم هو من أجل الجانب والإنجاز الرياضي. وأعتقد المجال الثقافي انتهى.. ويبدو لي كان هو في الأساس ضعيف يقتصر على نشاط منبري ومسابقات.. أعتقد في ظل تأسيس وزارة الثقافه وهيئاتها يجب استثمار الأندية كمقرات ومنشآت ومرافق ومبانٍ لتنظيم نشاط ثقافي نوعي تحت إشرافها.. أما الجانب الاجتماعي ووفق آلية دعم الأندية هناك حراك اجتماعي مقبول وإن كان يتركز على الأندية في المدن الصغيرة.. ربما الهلال الوحيد من الأندية الجماهيرية المميز في المسؤولية الاجتماعية وربما تجربة مفيدة يمكن استنساخها للآخرين خاصة وأنها حصدت جوائز خارجية ذات حيادية مما يجعلها مفيدة للآخرين.. لذلك أقترح أن تكون الأندية رياضية واستثمار مرافقها لفعاليات ونشاطات ثقافية واجتماعية من جهات ذات اختصاص وإمكانيات مثل هيئات الثقافة والبلديات والجامعات ومراكز الثقافة والمكتبات العامة وهيئات الآثار وغيرها بمفهوم الشراكة المجتمعية مع الأندية كما تفعل بعض الأندية العالمية. * وهل حسابات الأندية بمواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟ * أعتقد أنها حسابات إخبارية فقط.. لا زال دورها تقليدي فقط أخبار عن النادي.. رغم جهود تبذلها بعض الحسابات في التوعية والتوجيه والتثقيف وبرز بعضها بدور رئيس في جائحه كورونا.. ونتمنى أن يكون لها دور ثقيفي أكثر وأكثر في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية الصحية والثقافية فبعض الحسابات متابعوها بالملايين مما يمكن استثمارها إعلامياً وإعلانياً للوصول للمحتوى التوعوي والتثقيفي الراقي لشريحة كبيرة ومهمة.. وينطبق الحال على بعض التطبيقات الخاصة ببعض الأندية. التعصب الرياضي * القنوات الفضائية الرياضية وضيوفها هل تغيرت ومحتواها مع سيطرة السوشل ميديا؟ * أعتقد أن كثيراً منها تغير للأسوأ وأصبحت وسائط ومصادر للتعصب الرياضي. ويخجل الواحد أحياناً من متابعتها لكثرة السموم التي تبث من خلالها. سواء في شكل إدارة الحوار وما يحويه أو ما يتضمنه من ألفاظ أعتقد لا تليق بهم ولا بنا ولا بوسط رياضي قوي ومهم.. أعتقد الحلقة الأضعف في الرياضة السعودية هي برامج القنوات الفضائية أغلبها وليس جميعها ربما أستثني برنامجاً أو برنامجين فقط... بينما برز المشجع الواعي في وسائل التواصل الاجتماعي وغالبيتهم يقفون خلف أنديتهم لتشجيعها ودعمها. * وهل ترى أن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * مفهوم الثقافة مفهوم واسع، الرياضة جزء منه.. الرياضة هي نسق اجتماعي له وظيفة في المجتمع تتمثل بحفظ التوترات وهو هنا يكون جزء من وظيفة أكبر هي التنشئة الاجتماعية السوية لأفراد المجتمع وهي بذلك في مصاف الأسرة والمدارس والجامعات وغيرها.. فالترويح جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان السوي والرياضة هي أهم مجالات الترويح ممارسة ومشاهدة؟؟ لذلك أعتقد كل من يعمل في الرياضة عليه أن يدرك أن عليه واجباً كبيراً وهو يعمل في هذا المجال.. فالرياضة ليست كرة يتناقلها اللاعبون وتنتهي بفائز، الأمر أكبر من ذلك اجتماعياً وثقافياً، يضاف إلى ذلك الرياضة كاقتصاد نوعي، وقوة ناعمة لأي مجتمع. والحديث هنا يطول. * كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟ * هي ظاهرة عالمية فالمال غزا الرياضة بشكل جنوني، لكن الأندية العالمية تعيد قيمة اللاعب خلال سنة فقط باستثماره بكافة قدراته في الإعلان والإعلام. أي أنهم ينظرون للاعب كسلعة استثمارية ليس فقط المهارة الكروية بل الأمر أكبر من ذلك. o بين رواتب اللاعبين ورواتب الملحقين، من يغلب من؟ الفرق كبير جداً.. ربما ما يأخذه الملحق في سنة يأخذه اللاعب في شهر بل بعضهم في أقل من شهر.. لكن هي أرزاق ربي يبارك لهم فيها يهبها الله لمن يشاء.. مع ملاحظة أن عمر اللاعب في الأغلب لا يتجاوز 15 سنة يضاف لها صعوبة الرياضة من تمارين وإجهاد وضغط ذهني ونفسي وإصابات وخوف وغيرها ربما تبرر لهم ذلك. * هل ترى أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائباً؛ أم نعيش عكس ذلك حالياً؟ * أعتقد أنه تعدى مداه وأصبح خطراً على الرياضة وخاصة كرة والقدم وعشاقها.. أصبح الحقد والحسد والتشكيك في النوايا والتقليل من المنافسين سمة الحوار الرياضي للأسف.. ويجب النظر له بوقفه حازمة ترتقي بأخلاقيات الرياضة وقيم المنافسة.. هناك من يتابع ويتتبع أخبار المنافس أكثر من متابعة أخبار ناديه ذاته، بل وينشرها ويشكك بها.. عند وصول الشخص لهذه المرحلة أعتقد يجب أن يعي أنه في مرحلة خطرة على سلوكه وعلى صحته لأنه تحول من عاشق لناديه إلى كاره لمنافسيه، وهذا يخرج الرياضة عن فلسفتها وروحها. فلا حقد وحسد في الرياضة. ويجب أن ندرك أن هذا المنافس الذي تلاحقه بالتشكيك والحقد له عشاق يحبونه ويناصرونه.. لذلك اعشق ناديك بكل مشاعرك، واترك لغيرك يعيش السلوك ذاته مع ناديه.. فالساحة واسعة وكبيرة وجميلة تتسع الجميع حباً وفرحاً.. وما أجمل تدوير الجوائز بين الأندية وعشاقها.. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ * للقمر أقرب ولا أبتعد عن الشمس في بيتي. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * بطبعي أحب الشخصيات الهادئة الرزينة وهم كثر .. لذلك أتشرف بدعوة الأمير عبدالله بن مساعد، الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وأحمد عيد، وماجد عبدالله، ونواف التمياط، ومن الإعلاميين أحمد المصيبيح، منيف الحربي، أحمد الفهيد، فواز الشريف. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟ * محاولتي الاستثمار في سوق الأسهم. * "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ * إن لم يكن منافسك قوياً لا معنى لانتصارك. * ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ * في الغربة الآن كثيرة وإلى حد ما سواء المشاهدة أو الممارسة خاصة المشي اليومي لمسافات مقبولة. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ * 2017م قبل سفري للعمل، وللأسف أعود في الإجازات وتكون أغلب المنافسات الرياضية متوقفة، وأعوض ذلك بحضور بعض المباريات في الملاعب الإيطالية. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * مناصفة بين "الأزرق والأصفر". * أي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * عائلتي الصغيرة ثمانية، وأقود أنا النصف للهلال ومعي الدكتورة هلا وطبيب الأسنان محمد والغلا، والابن الطبيب معاذ يقود مشجعي الشمس مع والدته و ريناد و راما.. أما إخواني وأبناؤهم وربما أحفادهم فالغالبية من مشجعي النصر.. مع تعصب قليل منهم. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لكل من يخل بعدالة ونزاهة المنافسة الرياضية. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل من عمل في منصب رياضي ويكتب بتعصب وميول. * هل أنت مع تطوير الرياضة النسائية السعودية؟ * بلا شك المرأة قادرة على تحقيق إنجازات للوطن في المجال الرياضي مثلها مثل أخيها الرجل.. وننتظر الكثير من التمكين للمرأة في المجال الرياضي.. ونحتاج لرؤية واضحة لصناعة رياضة نسائية فاعلة سواء في الممارسة أو المنافسة، ومن الجهود المبذولة حالياً بإذن الله نسير في الاتجاه الصحيح في ضوء دعم وحث الرؤية السعودية 2030 على التمكين للمرأة في مختلف المجالات، والرياضة من أهمها خاصة وأن غالبية النساء هم من فئة الفتيات الشابات، الرياضة لها آثار صحية وسلوكية واقتصادية كبيرة جداً علينا استثمارها. عبدالعزيز الغريب الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية إ يطاليا يستقبل الغريب الغريب مع ميسي الضيف في جولة سياحية د. الغريب مع عدد من أقاربه