تابعت عددا كبيرا من مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في الأربع جولات الماضية، وشاهدت أن جميع فرق الدوري في كفة وكبير آسيا وزعيمها في كفة أخرى؛ فالفوارق الفنية كبيرة جدا بين الهلال وأقرب منافسيه؛ فالمباريات التي خاضها الهلال أمام العين وأبها وضمك والاتفاق، كان هناك فرق كبير في المستوى الفني لمصلحة "الزعيم"، في حين كانت المستويات الفنية متقاربة جدا في جميع المباريات التي لم يكن الهلال طرفا فيها؛ فالعين الصاعد حديثا وبإمكانات متواضعة كان ندا قويا واستطاع زيارة مرمى الأهلي صاحب القيمة السوقية العالية، والحال ينطبق على النصر الذي تعرض لثلاث خسائر متتالية على الرغم من قيمته السوقية التي تعد الأعلى في الدوري السعودي، وكذلك الاتحاد الذي ينطبق عليه ما ينطبق على الأهلي. تواجد سبعة أجانب قلص الفوارق وأصبحت معظم الفرق في ميزان واحد بدليل أن توقع النتائج قبل المباريات فيه من الصعوبة الشيء الكثير؛ فالفريق الذي يكسب في جولة ويقدم مستويات مميزة يخسر، وبمستويات متدنية في الجولة التي تليها، وهذا الأمر سيؤثر على مستوى الكرة السعودية في قادم الأيام. لكن السؤال الذي يطرح نفسها هنا كيف تفوق الهلال على الأندية الأربعة الكبار، وهو الأقل دعما وصرفا خلال الثلاثة مواسم الماضية التي تشهد الدعم الكبير من القيادة الرشيدة؛ فالأرقام المتداولة في الإعلام تقول: إن النصر تلقى دعما شرفيا بالإضافة إلى دعم وزارة الرياضة يعد الأعلى وبأرقام فلكية، وكشف رئيس الأهلي عبدالإله مؤمنة في حديث فضائي أن وزارة الرياضة دعمت فريقه ب120 مليونا خلال الثمانية أشهر الماضية، وكذلك معالجة مشكلات الاتحاد التي كلفت وزارة الرياضة مبالغ طائلة. الإجابة عن السؤال هنا هو التفوق الإداري للإدارة الهلالية التي وصلت بالمنتج "الأزرق" إلى مستويات عالية جدا؛ فاللاعب الأجنبي في "الزعيم" هو الأفضل والأكثر تأثيرا واللاعب المحلي هو الأفخم ولا يمكن بأي حال مجاراته بأي لاعب في الأندية الأخرى وهو السر الرئيس في وصول الفريق لهذا المستوى، ولا يمكن للاعب الاستمرار مع الفريق إلا أن يصل لمستوى هذه المنظومة، فنواف العابد الموهوب لم يستطع مجاراة اللاعب الهلالي وأصبح هناك فرق كبير بينه وبين زملائه ولهذا كان قرار مغادرته للشباب قرارا صائبا. الوصول لهذا المنتج الهلالي الفخم لم يكن وليد الصدفة فقد كان ثمرة عمل تراكمي للإدارات السابقة توجته الإدارة الحالية بقيادة الشاب فهد بن نافل، وإحقاقا للحق فإن الخبير الذي يعمل خلف الكواليس فهد المفرج كان له دور كبير في وصول الفريق للفخامة.