بدأ استخدام هذا المصطلح في نيويورك 1940 لوصف إنتاج فني يتضمن التحرر من المجتمع التقليدي وقيمه الجمالية والتضاد مع الواقعية التي كانت سائدة ومسيطرة، ويمكن استبدال المصطلح ب "تلقائية التعبير الشخصي". تتميز هذه المدرسة الفنية بسعيها للتوافق اللوني والشكلي ليبقيا عنصرا واحدا لو لو أمكن - وهو العنصر الداخلي للروح الإنسانية - فهي نزعة روحية صوفية في الفن بامتياز لا تنشغل بالقيم التقدمية والعلوم العقلية، بل تؤمن بالقيم الوجدانية التي فيها نبض الروح. يعتبر فازلي كاندنسكي الفنان الروسي الأصل الأوروبي العمل والشهرة هو رائد هذه المدرسة والمنظّر لها؛ حيث ألّف كتابا في 1912 بعنوان "عن الروحانية في الفن " Concerning the Spiritual in Art" أكد فيه على التأثير النفسي للون النقي، واقتناعه أن ينحى الفن نحو التواصل بين الفكر والفكر الآخر. بعدها بقليل حاول كاندنسكي سبر أغوار الألوان أكثر، وتناولها بشكل مختلف ليخرج الجمال والجرس الموسيقي للألوان في تجربة ثرية جدا بقيت مؤثرة لمدة طويلة للآن وانتشرت عالميا ويمكن مشاهدة التجريدية التعبيرية في الفن التشكيلي العربي المعاصر، وفي تصوري الشخصي اعتبرها عبقرية منه. فازلي كاندنسكي د. عصام عسيري*