افتتح مساء الخميس الماضي معرض «سادن الليل» للفنان قصي العوامي في قاعة الفنان عبدالله الشيخ في جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وعرض الفنان العوامي 45 لوحة من أحجام مختلفة، مستخدماً تقنيات مختلفة في تنفيذ أعماله، وكان الفنان قد عرض بعض هذه الأعمال في معرض سابق في جدة. وطغى على الأعمال الأسلوب التجريدي التعبيري، وفي بعض اللوحات المبكرة التي يعود بعضها إلى عام 2015، استخدم موتيفات من التراث العربي والمحلي، كما استخدم في بعض اللوحات تقنية الكولاج ليقدم رموزاً معينة أرادها. ومن الموتيفات التي استخدمها الفنان الحرف العربي كعنصر زخرفي وتراثي في محاولة لدمج هذا الفن التراثي العريق مع طريقته التجريدية السائدة مستفيداً من جماليات الخط العربي، ويأتي استخدام الحروف العربية ممتزجاً مع نسيج اللوحة العام بحيث يمكن اعتباره تحريكاً وتزييناً لمساحات معينة في لوحة الفنان التجريدية. كما استخدم الفنان في مرحلة مبكرة الأبواب التراثية المحلية في منطقة القطيف العريقة، وتأتي هذه الأبواب عادة في وسط اللوحة بينما تسود المعالجة التجريدية في بقية مساحة اللوحة. واستخدم الفنان أيضاً تقنية الكولاج حيث يقوم بلصق مزق من صحف أجنبية أو قماش كما في لوحة لصق فيها جزءاً من الشماغ السعودي المعروف، ويستخدم أحياناً تقنية حكّ اللون ليخلق خطوطاً لتحريك المساحة. لكن تبقى مأثرة الفنان قصي العوامي في معرضه وصوله في لوحاته الأخيرة إلى التجريد التعبيري الخالص بحيث تكون الموسيقى البصرية والانسجام اللوني هما مقصده الأخير دون الحاجة إلى موتيفات أو رموز أو عوامل زخرفية تزيينية كالخط العربي أو جماليات التراث المحلي المعروفة. ويعالج الفنان في مساحات لوحاته، بحسّ مرهف عميق بالألوان الرئيسية القوية، فنرى الألوان الحارّة من أحمر بدرجاته المختلفة أو أصفر أو برتقالي، ثم يقوم الفنان بوزنه بالألوان الباردة من أزرق وأخضر وغيره ليخلق دراما بصرية ممتعة. كل ذلك يخلق تضاداً يترك انسجاماً متماسكاً لجميع الألوان ودرجاتها المختلفة. هذا غير عنايته بالعناصر اللونية المتقدمة والمتراجعة من الألوان الغامقة القوية إلى الألوان الفاتحة الرقيقة، كل ذلك يعطي انسجاماً وتماسكاً لجميع عناصر اللوحة كما يعطي موسيقى بصرية ممتعة تغني الروح وتطربها.