لم أنتبه حين ارتميت بصدر أمي أن لي طفلاً يراقبني ويصبو كي يعانقني فأفر من عينيه كي لا أترك الأحزان تسكنه وأعود أبحث عن براءتي التي أفرغتها من طرف عينيها لعلي أستحم بها وأسكبها في جوف عينك يا صغيري علنا ننجو بها من غربة ظلت تطاردنا أنا لم أفق، من رحلة الأوجاع والأيام تأكل وجهنا وتترك فوقه ما لن يعيد لنا براءتنا التي فرت وما عادت لنا عد يا صغيري فالعصافير التي أسقيتها من ماء جدولك المحبب كلها عادت وفي أصواتها لحن يغازلنا فإذا انتهيت من الغناء فلا تعد للحزن وأنفضه، كأفراخ الحمام إذ ما تحاول أن تداعب ريشها مما تساقط فوقه من ماء صنبور يحركه الهواء فلا تجفف ماء وجهك وانطلق لا تبتأس للريح وارفع كل أشرعة، حلمت بها وافرد قلاعك للرياح وقل لها تهدأ قليلاً قد حان وقت الصحو فاترك لي بصدرك فسحة للوقت من زمني، وعانقني