هل أخطأت طريقي حين اخترت الحرف فضاءً وجناحاً لا .. لم تخطئ ياسيدي طريقك ذلك المليء بكل عصافير جبال "اليمن" ذلك اليمن المسكون في شرايينك حتى الموت، انت واحد من القامات الفكرية الناقدة المبدعة في فضائنا العربي الممتد من تخوم الشام شمالاً حتى سلسلة جبال اليمن جنوباً ومن أطراف الخليج شرقاً حتى تراب المغرب غرباً. إن الاختيار ليس في يدك ابداً إنه ذلك الاحساس القادم الى داخلك دون ترصد منك فالحرف هو الذي اختارك لا انت الذي اخترته، أليس كذلك ياسيدي؟. (1) هل أخطأتُ طريقي حين اخترتُ الحرفَ فضاءً وجناحا أُطلق قلبي في ملكوت الذكرى أبحث في نفقٍ لا ضوءَ بهِ عن برقٍ مسجونٍ يرسم لليل صباحا ؟ هل أخطأتُ طريقي فانسكب الحرفُ على دربي شوكاً وجراحا (2) يا أُمّي كنتُ جنيناً في جوف الوردْ وكان الوردُ جنيناً في جوف الماءِ وكان الماءُ جنيناً في جوف الرعدْ كيف تخلّى عني الوردْ تخلّى جسدي عن روحي كيف تخلّى الماءُ عن الماءِ الرعدِ - الوعدْ ؟ (3) تحملني الريحُ على أطراف أصابعها ويواريني الليلُ على أطراف أصابعهِ وكبوذيٍّ يتسوّل لغةً من تابعهِ أتعثّرُ، أغفو، أشكو، فيُلبّيني صمتي بمواجعهِ وينام على صدري كلَّ مساءْ (4) دثَّرني صمتي بلحافٍ من ماء الكلماتْ وأخفى رأسي تحت سحابتهِ لم أندم، عانقتُ الصمتَ وأيقظتُ حروفي وطقوسَ شجوني فيهِ وأطلقتُ لأجفاني ماءَ الحزنِ وغيمَ الحسراتْ (5) نصفُ بلادٍ لا تكفي نصفُ صباحٍ لا يكفي نصف صديقٍ لا يكفي ويخاتلني فرحٌ ينشر ضوءاً مكسوراً فوق مسائي أيّةُ أشباحٍ تسرقُ نصفي أيُّ غرابٍ يصطاد إذا جاء الليلُ غِنائي ؟ (6) عيناكِ غدي عيناكِ ظلالٌ ترقصُ فوقَ بقايا جسدي يا واحةَ ضوءٍ بضفائرها تنهلُّ وتغسل قمصانَ الخوفِ تُبلّل بالذكرى كبدي عيناكِ غدي . (7) يتخلّى عني الأصحابُ فأهجرهم وأرى في الشمس، وفي الشجر الأخضرِ **** قصيدة إلى اللقاء إلى اللقاء حين افترقنا واختفت عيناك في نهاية الطريق أجهش في عيني وأظلم المكان وامتد لم أجد لعيني شاطئاً ولا ميناء أحسست أنني الغريق أن طيور حبنا الجميلة البيضاء ترحل خارج الزمان تلهث في الحريق تغرق في الدموع ، تستحم في الأحزان ********** وقفت تائه المسار واريت حبي مثخنا أطعمته طحالب البحار أسقيته عصير الصمت .لم يزل إليك ظامئا يفتش الأمواج والقواقع تمر حوله الأيام تختفي وهو هناك..في المكان راكع أنلتقي ؟ ما أوجع السؤال يعصرني يحفر في الأعماق والعيون دوائر الظنون ويورق الأشجان والظلال ********** "إلى اللقاء ..." "إلى اللقاء ..." تنقذني تشدني من الضياع تزرع في طريق يأسنا ومضا من الشعاع ما أوجع الوداع لو لم تكن " إلى اللقاء " المرفأ القريب للمسافرين والأمل الأخضر والشراع ما أوجع الوداع إلى اللقاء إلى اللقاء إلى اللقاء