الحمدُلله، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد، أما بعد: فقد كان بيان رئاسة أمن الدولة ليلة مساء الاثنين الماضي عن الإطاحة بخلية إرهابية تدربت عسكرياً وميدانياً لدى الحرس الثوري في إيران، كان هذا الإعلان إنجازاً وطنياً يتلألأ هيبة وشموخاً في عِقد إنجازات الرئاسة بكل إداراتها، ضمن رصيد زاخر لهذا الجهاز الأمني المشيد، في السهر على أمن الوطن واستقراره. ولم يكن هذا البيان بمعزل عن المضامين الجزلة التي جاءت في تدوينة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- عبر حسابه في «تويتر» بمناسبة اليوم الوطني حيث قال: (في ذكرى اليوم الوطني نفتخر بوطنٍ عظيم، ومواطنين أوفياء، ونحمد الله على ما منّ به علينا من أمنٍ واستقرارٍ ولُحمةٍ وطنية، كان لكم ولآبائكم من قبلكم دور كبير في ترسيخها، متطلعين لمستقبلٍ أجمل بسواعد أبنائنا وبناتنا. حفظ الله وطننا من كل مكروه). فهذه ثلاث ركائز عظيمة أوجزها خادم الحرمين لا يمكن بحال أن يرخصها أبناء المملكة: الأمن، والاستقرار، واللحمة الوطنية. كما أن آباءنا وأجدادنا قد بذلوا لأجلها الأرواح وكل غالٍ ونفيس. مستحضرين المنحة الربانية العظيمة بوجود الحرمين الشريفين على ثرى وطننا الكريم، وتتشرف القيادة العزيزة بخدمتهما، والله القائل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) العنكبوت/67] والله القائل: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا) القصص/57]. وفي قراءة لبيان رئاسة أمن الدولة فإن مضامينه توضح بعون الله المتابعة الحثيثة للأجهزة المختصة لأي نشاط إرهابي، مع الرصد والتتبع في المكان والزمان للعناصر الإرهابية وداعميها في الداخل والخارج، بما يفيض مزيداً من الطمأنية لكل أحد على ثرى وطننا العزيز، والإرصاد والإحباط للمتربصين والمجرمين في الداخل والخارج. وإذا كانت رئاسة أمن الدولة على هذا القدر العالي بحمد الله من الجاهزية والاقتدار، فإن الشعب السعودي النبيل برجاله ونسائه كلهم طاقات مجندة للذود عن الوطن وحمايته. وأما كيف سيكون التعامل مع عمائم الثورة الخمينية وكهنتها ومرتزقتها؛ فإن هذه الدولة السعودية عبر عمقها الإسلامي العظيم وعبر سجلها التاريخي الممتد لثلاثة قرون ثم حنكة ودهاء القيادة الكريمة سيكون كفيلاً بعون الله ليعلم ويرى دهاقنة ثورة الخميني أن الدائرة ستدور عليهم خزياً وعاراً لعمائم الغدر والفساد، ولسنا ببعيد عما صرح به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- في استراتيجية التعامل مع مكائد عمائم الثورة الخمينية ووأد مكائدهم في مهدها. حفظ الله وطننا الكريم، وأدام عزه وعز قيادته الكريمة وشعبه النبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. مستشار شرعي*