ثمّة فرص مثيرة تنتظر كلاً من محمد خليل، ومحمد سومر، وبكر فاضل، خريجي الدفعة الثانية 2020 لبرنامج تطوير المهارات المهنية في المختبرات الأساسية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وتتركز هذه الفرص تحديداً في ميدان التصنيع في المملكة. رؤية 2030 تحتاج شباباً متمكنين في المهارات المهنية وبدأ خليل وسومر وفاضل برنامج تطوير المهارات المهنية في يناير 2019، وتخرجوا في 17 أغسطس هذا العام. وأقيم احتفال تخرجهم على الإنترنت في اليوم نفسه، بحضور المتدربين وعائلاتهم وعدد من قيادات الجامعة العليا، منهم ماينر وسامر سمّان، المدير التنفيذي للموارد البشرية؛ والبروفيسور دونال برادلي، نائب الرئيس لشؤون الأبحاث؛ ومديرو المختبرات الأساسية والعاملون فيها؛ والدكتور فهد العوفي، مدير كلية ينبع الصناعية. توفير قوة عمل ماهرة ومدربة وملتزمة يعزز التنمية نشأة البرنامج ونشأت فكرة برنامج تطوير المهارات المهنية في المختبرات الأساسية في "كاوست" في مطلع العام 2015 بقيادة جاستن ماينر، نائب الرئيس المشارك للأبحاث السابق في كاوست، والمدير التنفيذي السابق للمختبرات الأساسية والبنية التحتية للأبحاث في الجامعة، وتعاونت الجامعة أثناء إعداد البرنامج مع كلية ينبع الصناعية التي جاء منها كافة المشاركين في البرنامج. واستقبل البرنامج الدفعة الأولى من المتدربين في الحرم الجامعي في صيف 2017م، وأكمل المتدربون علي الفرشوطي وياسر العمراني ومعاذ العمري، برنامج تطوير المهارات المهنية في يناير 2019 ليشغلوا بعد ذلك مواقع في ورش المختبرات الأساسية، باعتبارهم فنيين وميكانيكياً مبتدئاً على التوالي. قوة مهنية ويشرح الميكانيكي المحترف والمشرف على ورشة المرفأ في "كاوست" وإداري برنامج تطوير المهارات المهنية عثمان النيجيري أهداف البرنامج، قائلاً: "يهدف البرنامج الذي امتد 18 شهراً، إلى بناء قوة عمل مهنية عالمية المستوى، عن طريق توفير تدريب تخصصي ضمن ورش المختبرات الأساسية في كاوست، التي تمثل بيئة عمل فائقة التطور، ولا شك في أن نجاحنا في توفير قوة عمل ماهرة مدربة وملتزمة، تضم أفراداً يعملون بروح الفريق الواحد وقادرين على التفكير المبدع، يمثل بالتأكيد مكسباً للمملكة". تدريب متعمق وأضاف النيجيري: "يطور البرنامج المعارف والمهارات العامة للميكانيكيين. ولذلك، يتعلم المتدربون على كافة أنواع المعدات وأوجه استخدامها. ولتحقيق ذلك، يضم البرنامج تعليمات صفية وتدريباً أثناء العمل". وتابع: "يحصل المتدربون على تدريب متعمق يبدأ من مراحل التصميم إلى تصنيع القطع باستخدام برمجيات التصميم، والتصنيع بمساعدة الحاسب كالمعالجة والخراطة والقطع، باستخدام الليزر وآلات القطع بالماء المضغوط، وذلك باستخدام التحكم الرقمي المحوسب. ويعملون في قسم التصنيع في ورش المختبرات الأساسية، الذي يضم ورشة المرفأ والورش المركزية". أعمال يومية ويُكلّف المتدربون بإنجاز الأعمال بحسب طلبات العمل اليومية، التي تستلمها الورش في المختبرات الأساسية في كاوست. ويخصص لهم النيجيري أيضاً مشرفين مختلفين أسبوعياً، لمتابعتهم وتحسين مهام تدريبهم. ويقول النيجيري: "على المتدربين تقييم كل عمل أولاً؛ وتجميع المواد والأدوات اللازمة لإنجاز العمل؛ وكتابة برنامج التحكم الرقمي المحوسب بحسب الحاجة؛ وتصنيع القطع أو المكونات حتى إكمالها بحسب التصميم والمواصفات. وبعد ذلك، يتم إرسال القطعة الجاهزة إلى عملية التفتيش النهائي لضبط الجودة". تطوير ميكانيكيين لامعين قبل انضمامهم إلى برنامج تطوير المهارات المهنية، كان متدربو الدفعة الحالية والأولى قد أكملوا درجاتهم الجامعية في تقنية هندسة التصنيع في كلية ينبع الصناعية. وحول ذلك يقول المتدرب بكر فاضل: "إنّ برنامج تطوير المهارات المهنية، يسهم مباشرة في تحقيق رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال تدريب الشباب السعوديين على أكثر التقنيات تقدماً، وتأهيلهم للعمل في قطاعات التصنيع في المستقبل". حماسة التطور وبيّن فاضل سبب انضمامه إلى البرنامج، قائلاً: "لقد شجعنا نجاح المتدربين السابقين على التقدم إلى البرنامج. فبعد تخرجي من الكلية، كنت أبحث عن برنامج تدريب مهني يساعدني في ترجمة معرفتي الأكاديمية إلى مهارات عمل يمكن تسويقها، فكانت "كاوست" الخيار الأمثل بالنسبة لي". وأيده المتدرب محمد خليل، قائلاً: "سمعت مسبقاً عن "كاوست" باعتبارها مكاناً يشجع بحماسة على التطور من خلال التعليم والتدريب واستخدام مواردها الهائلة، ما حفزني على الانضمام إلى البرنامج". الخوف من البدايات فيما قال المتدرب محمد سومر: "بوصفي ميكانيكياً مبتدئاً، كنت في البداية أخشى العمل على آلات القطع الضخمة، ولكنني اكتسبت الثقة، وسرعان ما بدأت بتعزيز خبرتي ومهاراتي في التصنيع". ووافق فاضل على ذلك أيضاً بقوله: "كانت بداية البرنامج تمثل الجزء الأصعب، فعندما بدأت بالعمل على الآلات، كسرت العديد من أدوات القطع وحطمت قطعاً كثيرة. وظننت وقتها أنني لن أصبح ميكانيكياً ماهراً أبداً، ولكن معاذ العمري وقسطنطين مورارو، مشرفي الورش في المختبرات الأساسية، أرشداني إلى أساليب محددة لفهم سبب انكسار الأدوات، ما مكنني من اكتساب مهارات أكثر". مهارات لغوية وشخصية ويقدم برنامج تطوير المهارات المهنية أيضاً دورات في اللغة الإنجليزية ودروساً على الإنترنت، لتحسين المهارات الشخصية ومنها التدريب على مايكروسوفت إكسل ودورات في التفاهم الثقافي. وأكّد المتدرب محمد خليل أهمية تلك البرامج قائلاً: "استفدت كثيراً من دورات اللغة الإنجليزية، التي ساعدتني فعلياً على التواصل مع الآخرين وخاصة في جو المختبر". بناء المستقبل المهني وتحدث بكر فاضل عن أهدافه المهنية، قائلاً: "كان للمهارات التي تعلمتها في البرنامج، أثر مباشر على مستقبلي المهني. فمن الأهداف التي أسعى إلى تحقيقها الحصول على عمل دائم في منشأة أبحاث ضخمة مثل ناسا أو بوينغ، وربما أتمكن، بعد العمل بعض الوقت في منشأة أبحاث، من تدريب الآخرين". فيما يقول محمد سومر: "يشهد قطاع التصنيع في المملكة نمواً متزايداً، وهذا المجال يتطلب قوة عمل وخبرة. أخطط لاستغلال المهارات التي اكتسبتها من برنامج تطوير المهارات المهنية، في إيجاد عمل في مجال التصنيع وتطبيق ما تعلمته لاكتساب خبرة أكبر في هذا المجال. وأتمنى أيضاً أن أنشئ مؤسسة صناعية يوماً ما". المسار الصحيح ويضيف بكر فاضل: "لقد وضعنا برنامج تطوير المهارات المهنية على المسار الصحيح، ونحن الآن نملك المعرفة والمهارات المناسبة والثقة لوضع أهداف جريئة وتحقيقها". ويقول عثمان النيجيري: "أنا متأكد تماماً من أن مجموعة المهارات والخبرات التي اكتسبها خريجو البرنامج في كاوست، ستؤهلهم لإيجاد وظائف وبناء مستقبل لامع في قطاع التصنيع. ونأمل باستمرار برنامجنا المهم هذا وانضمام دفعة ثالثة من المتدربين إليه في مطلع العام 2021". البيئة المثالية وأكّد مدير الورش المركزية في جامعة "كاوست" لافون بينيت أنّ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" "توفر للمشاركين في برنامج تطوير المهارات المهنية وبرنامج التدريب المهني على نفخ الزجاج في الورش المركزية، البيئة المثالية لتطوير ميكانيكيين استثنائيين ونافخي زجاج علميين، يسهمون في بناء مستقبل المملكة". الاحتفال بالإنجازات تقدّمت قيادة "كاوست" أثناء فعالية التخرج الافتراضية بتهانيها للمتدربين على إنجازاتهم، وأثنت على قيادة كلية ينبع الصناعية لاستمرارها في مؤازرة البرنامج من خلال تعاونها مع الجامعة. ويقول ماينر: "تلتزم كلية ينبع الصناعية وكاوست بتحقيق رؤيتنا المشتركة في تطوير المسار المهني للميكانيكيين الشباب في تقنية التصنيع. أشعر بتفاؤل شديد بمستقبل البرنامج، الذي تسهم "كاوست" وكلية ينبع الصناعية معاً من خلاله في تطوير المواهب السعودية الشابة بما ينسجم مع رؤية 2030، ونتطلع إلى استمرار تعاوننا". ويشير سامر سمّان إلى أن: "الورش المركزية ليست بعيدة عن المبادرات الاستراتيجية المؤثرة على "كاوست" والمملكة. فخريج البرنامج يمثل أيضاً احتفاءً بالتعاون الناجح مع كلية ينبع الصناعية. ونحن نثمن هذه الشراكة ونعتز بها ونرغب في استمرارها في المستقبل. لقد أثمر تفاني فريق المختبرات الأساسية وكلية ينبع الصناعية عن نجاح المتدربين". ويختم برادلي: "يُعدّ تدريب ميكانيكيين ذوي مؤهلات ومهارات كبيرة قادرين على تصنيع القطع، من أهم المسائل بالنسبة لبلد يبني مستقبله التقني. ينتظركم أيها الخريجون مستقبل لامع جداً. خذوا الخبرة من "كاوست" وأحسنوا". احتفل المشاركون في الدفعة الثانية من البرنامج بتخرجهم عبر الإنترنت (من اليسار إلى اليمين) محمد سومر وبكر فاضل ومحمد خليل