اليوم لا يوجد إنسان من ذكر أو أنثى إلا ويسأل نفسه، هل أنا راضٍ عن زواجي؟ وهل أنا قبل الزواج أكثر سعادة من بعده؟ وهل تغيرت أحوالي النفسية والشخصية للأفضل أو للأسوأ بعد الزواج؟ وهل غابت عني أو ماتزال روح المرح والابتسامة بعد الزواج؟ وهل أحلامي وطموحاتي بعد الزواج تطورت للأحسن أو أصبت بالإحباط وركنتها جانبا؟ وهل عززت العلاقة الزوجية نظرتي للحياة بشكل إيجابي أم عززت النظرة السلبية للحياة؟.. الخ، من التساؤلات التي تدور بيننا وبين أنفسنا. اليوم موضوع الرضا عن العلاقة الزوجية يشغل بال الكثير من البشر لأن من أهم أهداف الزواج الشعور بالرضا.. فأسهل شيء اليوم الزواج والطلاق وأصعب شيء التوافق واستدامة العلاقة.. والرضا الزوجي هو تقييم عالمي لحالة الزواج وانعكاس للسعادة الزوجية وديناميكيتها من منظور تطوري.. ويمكن النظر إلى الرضا الزوجي كحالة نفسية للآليات التي ترصد فوائد وتكاليف الزواج نفسيا وجتماعيا.. ويتفق الخبراء على أن الرضا الزوجي يعني جودة العلاقة الزوجية ويبدو أن العوامل التي تؤثر أو تساهم في الرضا الزوجي قد تختلف عبر الثقافات، فعلى سبيل المثال يعتبر دخل الزوج متغيرا أكثر أهمية للرضا الزوجي بعد الزواج في اليابان مقارنة بالولايات المتحدة.. والقاعدة العامة أن ما هو أهم من الزواج نفسه هو النجاح في الزواج والرضا عنه. اليوم حياة الإنسان تتكون من مراحل ودورات مختلفة وأصعبها وأكثرها تعقيدا الزواج؛ لأنه بداية حياة جديدة مشتركة كون الرضا في هذه الحياة يلبي العديد من الحاجات الإنسانية المهمة، منها ما هو جسدي أو نفسي، وفي حالة الفشل سيواجه الأزواج وخاصة الأطفال صدمة نفسية شديدة.. وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورا في الرضا الزوجي كشخصية الزوجين، ومستوى التفاهم المتبادل، والنضج الفكري، والتوازن العقلي الكافي، والعوامل الاقتصادية، والرضا الجنسي والعاطفة والمشاعر المتبادلة، ووجد في خلاصة بعض الدراسات أن الانبساط والتوافق كعوامل شخصية والرضا الجنسي ومهارات الاتصال تؤثر على الرضا الزوجي وهذه يمكن تطويرها والتدريب عليها لكلا الزوجين معا . اليوم الشعور بالتعاسة في الزواج أمر طبيعي فكل العلاقات لها تقلباتها، فهناك أوقات سعيدة وأخرى صعبة، وهناك اتفاق وخلاف بالنسبة لمعظم الناس، والوصول للتوافق عملية معقدة نسبيا تحتاج إلى عمل ومثابرة وإصرار ومبادرة وتنازلات، إذا كنا نعتقد أنه يستحق الاستثمار، وهناك ارتباط ما بين السعادة في الحياة الزوجية والرضا في الحياة الزوجية وكلاهما مشاعر إيجابية أكثر اتساعا وشمولية من السرور والمتعة، كون السعادة شعورا عاطفيا، وجودة الحياة الزوجية تقييم معرفي للعلاقة وكلاهما يمكن الوصول له عبر الكثير من برامج العلاج السلوكي المعرفي لعدم التوافق الزوجي.