تحرك أسعار النفط خلال هذا الأسبوع عوامل رئيسة منها اصدار البيانات الأميركية حول مستويات تخزين النفط الخام، والامتثال بين الأطراف في خفض إنتاج أوبك+، والتي يجب مراقبتها هذا الأسبوع من حيث أسعار النفط، وفقًا للمحللين، وبحسب استطلاع موقع "فيول فيكس" رأي المحللين حول توقعاتهم لأسعار النفط، حيث ظل خام برنت، وهو المعيار الدولي، عالقًا عند حوالي 45 دولارًا للبرميل في معظم شهر أغسطس، فيما تم تداول المؤشر القياسي الأميركي، خام غرب تكساس الوسيط، إلى حد كبير ضمن دولار واحد أو دولارين من 40 دولارًا للبرميل. وقد تضررت أسعار النفط، مثلها مثل مقاييس الاقتصاد الكلي الأخرى، من جراء اقتصاد الحجر الصحي، وبالنسبة لليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، كانت تلك الكدمة انكماشًا اقتصاديًا سنويًا بنسبة 27.8 في المائة في الربع الثاني، وهو أكبر انخفاض لها على الإطلاق. وعلى الورق على الأقل قد يتحسن الطلب في الولاياتالمتحدة، حيث انخفض النشاط الاقتصادي بنسبة 32.9 في المائة خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، وهو أيضًا انخفاض قياسي. وخفضت كل من وكالة الطاقة الدولية وأوبك توقعاتهما الأخيرة للطلب، على الرغم من أن أسعار النفط ظلت صامدة. وقال تاماس فارجا المحلل في شركة الوساطة النفطية في لندن، من المحتمل أن يكون التحسن في التوظيف في الولاياتالمتحدة هو الذي يحافظ على الحد الأدنى لسعر النفط حيث يستأنف الأمريكيون التنقل والسفر والإنفاق. وتراجع معدل البطالة إلى 10.2 بالمئة الشهر الماضي بعد أن بلغ ذروته عند 14.7 بالمئة في أبريل، وفقا لوزارة العمل. وأعقب ذلك انخفاض في مخزونات النفط الخام وإنتاج النفط، وتراجع مخزونات الخام التجارية 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 أغسطس، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة. وقال فارجا "طلب الولاياتالمتحدة على النفط يرتفع". "وإذ أظهر تقرير وكالة الطاقة سحب إضافي يعني انتعاش الطلب هذا الأسبوع، فمن المتوقع المزيد من دعم الأسعار". تحصل أسعار النفط الخام على بعض الدعم من الاتجاهات الاقتصادية الأمريكية، ولكن هذه المكاسب يقابلها ضعف في اقتصادات دول أخرى، مثل اليابان. وستحتاج أوبك إلى النظر في هذه القضايا وما شابهها في اجتماعها الذي يناقش ما إذا كانت ستخفف بشكل أكبر تخفيضات الإنتاج الحادة التي فرضت بعد انهيار الطلب والأسعار في الربع الأول. وقررت أوبك هذا العام خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يوميًا لثلاثة اشهر مايو-يوليو، لكنها خففت تخفيضات الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل لأغسطس الجاري، وتراهن على أن الطلب سيتحسن بما يكفي للسماح بدخول مزيد من النفط إلى السوق. ومع ذلك، من المحتمل أن تنتج أوبك أكثر من الحصة تحسباً لعدم امتثال بعض الدول بالتخفيضات المتفق عليها. وقالت إيلين آر والد، رئيسة "تراسفيرال" الاستشارية في جاكسونفيل بولاية فلوريدا، إن أوبك ستتكئ على الأرجح على عدم الملتزمين للالتزام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها لمنح المملكة العربية السعودية، مؤسسة وقائدة حالف أوبك+، وروسيا مجالًا لزيادة الإنتاج مع تحقيق الهدف النهائي دفع الأسعار للأعلى بقية العام. بينما قال أولي هانسون، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك في الدنمارك، إن النفط لم يكن قادرًا على اختراق المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، والذي يبلغ حوالي 42.65 دولارًا للبرميل بالنسبة لسعر النفط الخام الأميركي، وقال إنه إذا لم تتمكن أسعار النفط الخام من تجاوز هذا الحد، فإن أسعار النفط، وبسبب "تصحيح طال انتظاره وستنخفض إلى ما دون 40 دولارًا للبرميل. وكان اجتماع أوبك الأخير أكد على أهمية وجود بيانات سوق دقيقة وحسنة التوقيت وشفافة في تقديم الدعم الفني لعملية صنع القرار عبر ميثاق التضامن. وقال أمين عام منظمة أوبك محمد باركيندو أن الاجتماعات الشهرية لكل من أعضاء اللجنة الفنية المشتركة، ولجنة المراقبة الوزارية المشتركة، ترسل رسالة مطمئنة بقمة الاستعداد والرغبة والقدرة على معالجة ظروف السوق المتغيرة، مشيراً إلى أنها معركة ضد هذا الوباء الوحشي لم تنته بعد. وأوضحت أوبك أن هناك تطورات إيجابية في سوق النفط على الرغم من المخاطر المستمرة المتعلقة بكوفيد-19، وأشارت إلى أن السوق شهد بعض التحسن بعد انخفاض حاد في أبريل، ومن المتوقع أن يكتسب الطلب قوة في الأشهر المقبلة، خاصة في عام 2021. وأشار الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو أيضا إلى الأهمية المتزايدة للحوار والتعاون الدوليين في المساعدة على استقرار أسواق الطاقة العالمية وتوفير منصة لسوق النفط والانتعاش الاقتصادي في المستقبل. منظمة أوبك بقيادة المملكة عملت المستحيل لاستعادة الاستقرار للسوق البترولية الدولية