في مؤتمر شارك فيه المبعوث الأميركي إلى إيران، براين هوك بحضور "الرياض" أكد هوك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستستمر بتطبيق سياسة الضغوط القصوى لمعاقبة إيران وتحميلها تبعات أفعالها وهجماتها، معرباً عن تضامن واشنطن مع حلفاء الولاياتالمتحدة من جيران إيران الإقليميين، حيث تنم تصرفات النظام الإيراني في محيطها الإقليمي عن عدم نية طهران تغيير سلوكها الإجرامي. وقال هوك: "السياسات الأميركية تجاه إيران تتعلق بحلفائنا وليس بنا فقط، حيث تستمر إيران ومن خلال ميليشيا الحوثي الانقلابية بتعريض أمن منطقة الخليج العربي للخطر، بالإضافة إلى نبذ مشروع طهران ليس فقط في دول الخليج بل في دول تدّعي إيران أنها موالية لها مثل العراق ولبنان، حيث ينهار الاقتصاد وتتدمر المدن وتحرق صور سليماني وخامنئي في الشوارع، كما أن الشعب الإيراني نفسه ينبذ مشروع نظامه الذي قتل من الإيرانيين أكثر من 1500 متظاهر خلال جولة واحدة من التظاهرات". وأضاف: المنطقة برمتها لا تريد هذا النظام، والشباب والشعوب على امتداد دول الشرق الأوسط يتطلعون لمرحلة مختلفة، فحين ننظر إلى المملكة العربية السعودية نرى "رؤية 2030" ومدن طموحة ونظرة تستثمر في الشعب والتقدم، بينما نرى في طهران اليأس والإحباط يخيّم على الشباب الذي دمّر النظام مقدرات بلاده بالعبث وتسليح الميليشيات وحروب بالوكالة. وأردف: النموذج الإيراني نراه في فنزويلا وليبيا، فهذه بلدان غنية بالموارد، وكانت قادرة على أن تكون في المقدمة إلا أنها اختارت إغراق شعوبها بالاضطرابات والانهيار الاقتصادي بسبب الاعتداء على الآخرين، فأي أموال تقع في أيدي هذه الأنظمة يتم استخدامها للتخريب والعبث، فبعد العام 2015 والاتفاق النووي الإيراني كانت ميزانية الميليشيات التي تموّلها إيران خيالية وغير مسبوقة في التكاليف التي تصرفها إيران على هؤلاء، أما اليوم فعلى الأقل إفلاس إيران ينعكس على إفلاس ميليشياتها، وهذا ما رأيناه في العراق ولبنان، وبالتالي نستنتج من سياسة الضغوط القصوى أن هذا الوضع هو الأفضل لتجفيف قدرة طهران على تخريب المنطقة. ونشر معهد "أتلانتيك الأميركي" بمناسبة ذكرى توقيع الاتفاق النووي الإيراني في 14 يوليو من العام 2014 عما أسماه المعهد ب"الذكرى المريرة لإيران"، التي كانت بارقة أمل أخيرة لتخرج إيران من العزلة، فيتحدث المعهد عن خروج الإيرانيين إلى الشوارع للاحتفال بتوقيع خطة العمل المشترك في إطار الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي أفضت إلى تدفق مليارات الدولارات لإيران. وبحسب المعهد، فإن أمل الدبلوماسيين الإيرانيين في فيينا حيث تم توقيع الاتفاق، لم يكن متوقفاً على الاكتفاء بالاتفاق وحسب، بل كان الأمل متمحوراً حول تطوير العلاقة وظروف الاتفاق النووي ومفاوضات الدول الشريكة في الاتفاق على المزيد من المكاسب للجانب الإيراني. وبحسب تقرير المعهد، فإن الجانب الأميركي متمثلاً بإدارة أوباما كان يملك أملاً بالحصول على المزيد من التعهّدات من طهران في إطار الاتفاق النووي، مثل إجبارها على وقف تسليح الميليشيات وشن الحروب في سورية واليمن ومناطق أخرى، بالإضافة إلى تطوير الاتفاق ليشمل محادثات حول البرنامج الصاروخي لإيران، وانتهاك إيران لحقوق الإنسان، إلا أن أمل إدارة أوباما خاب، فاستخدمت إيران الموارد التي حصلت عليها من جراء رفع العقوبات لشن المزيد من الحروب في المنطقة والعالم. ويشير أتلانتيك إلى أنه بالنسبة للإيرانيين عمومًا، كانت خطة العمل الشاملة المشتركة الفرصة الأخيرة للنظام الإيراني للخروج أخيرًا من العزلة الدولية والإثبات للعالم بأن إيران ترغب بالتغيير إلا أن إيران استغلت الموارد بشكل يؤثر سلباً على شعبها والمجتمع الدولي، فبدلاً من الاستثمار بالإيرانيين زادت البطالة والتضخم وهجرة الإيرانيين المتعلمين هرباً من الظروف القاسية في البلاد. ورأى المعهد أن إدارة ترمب افتتحت عهداً أميركياً جديداً مع النظام الإيراني، حيث تدمّرت فرص العودة إلى الوراء والتصالح مع هذا النظام، وإعطاء فرص جديدة، فكان توني بليك، نائب مستشار الأمن القومي لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والمستشار الحالي للأمن القومي لجو بايدن، المرشح الديموقراطي للرئاسة في أميركا للعام 2020 قد صرّح مؤخراً بأن بايدن كرئيس للولايات المتحدة "سيبقي العقوبات الحالية على إيران في مكانها" ولن يسعى لرفع أي عقوبات قبل أن تمتثل إيران بالكامل إلى شروط الاتفاق النووي، وتقدم ضمانات وتحركات فعلية لوقف تدخلاتها في المنطقة وتوقف برنامجها الصاروخي، الأمر الذي يعني أن أميركا لن ترجع إلى نظرة العام 2015 تجاه إيران حتى في ظل المتغيرات السياسية في واشنطن.