التنويم المغناطيسي أو ما يسميه الممارسون بالتنويم لأنه لا علاقة جذرية له بالمغناطيس مما يجذب الانتباه والتعجب، في هذه الحالة تدخل مرحلة مختلفة من الوعي، وهي حالة لا تنام فيها بل يصبح الانتباه مركزا خاصة نحو ما تراه أمامك وفيها يصبح عقلك جاهزا لتلقي الإيحاءات، إلا أن هناك شيئا يحصل باستمرار حولك لا تنتبه له ولكنه شبيه بتأثير التنويم، وهو التكرار. تكرار الأشياء عليك يجعلك تنجذب لها، حقيقة مدهشة من حقائق العقل البشري، والبعض قد يظن العكس صحيحا لكن لا، فمما أتى به العالم دانيل كانمان أن هناك ظاهرة اسمها "مجرد التعرض"، أي أن مجرد تعرضك لشيء ما بشكل مستمر - من دون أن يحاولوا إثارة إعجابك به - يوجد راحة عقلية وشعور بالمألوفية. تجربة أجراها العالم روبرت زاجون في جامعة ميشيغان أظهرت هذا أيضاً لعدة أسابيع في صحيفة الجامعة في الصفحة الأولى ظهرت كلمات في مربع فيها كلمات أجنبية ولا يعرفها الأميركان. اختلف عدد مرات ظهور الكلمات، بعضها مرتين وبعضها أكثر بكثير، لم يعرف أحد معنى هذا، عندما انتهت الحملة هذه سُئل الطلاب عن كل من تلك الكلمات إذا ما كانت تعني شيئا طيبا أم سيئا، وكانت النتيجة مدهشة: أكثر الكلمات تكرارا حصلت على أكثر إيجابية من الكلمات التي ظهرت مرة أو مرتين! كُررت التجربة باستخدام أوجه وأشكال مضلعة وأحرف صينية وكانت النتيجة نفسها، هذه تسمى the mere exposure effect، أي أن مجرد تعريض الإنسان لشيء ما مرات كثيرة ينتج أثراً إيجابياً. لذلك لا تستغرب لو رأيت أشياء تُكرر عليك باستمرار، فالهدف جعلك تنجذب لها، ولا تعتقد أنك بمنأى عن هذه التأثيرات، ولا تحتاج تلك الأشياء أن تكون جذابة مقنعة جميلة، بل كما ترى مجرد رؤيتها بشكل مستمر سيجعل عقلك لاشعوريا يرتاح لها.