كل مرحلة في حياتنا ثمينة وعظيمة نتعلم منها الكثير وتتكون شخصيتنا وتتطور وتنمو لأن تكون أفضل. المستعد دائماً نجده في حالة القبول يبتعد عن التذمر ينظر للأمور بزاوية عميقة لا تغريه ظواهر الأشياء بل تعلم أن ينظر للعمق للمعني الحقيقي لكل شيء. الاستعداد هي حالة وعي عالية وإدراك عميق في استقبال الفرص وخوض التجربة بثقة عالية تخلصت من التناقضات والصراعات الداخلية لتصبح هذه الحالة واعية وهادئة ومستقرة. نحن ندرك أهمية الهدوء الداخلي لأنه يعتبر بوابة كبيرة في استقبال خيرات ونعم الله عز وجل، الفرد المستقر داخلياً الذي تخلص من المقارنات ومفاهيم التنافس المغلوطة، ثقته في الله كبيرة والتسليم له، أي تخلص من حالة المخاوف والقلق والتشويش الفكري هو مهيأ أكثر من غيره في خوض عناصر النجاح. لكي ندرك المعنى من كلمة (النجاح) لا نقصد استحقار كلمة (الفشل) بل كلاهما مرادفان لنفهم عمق الحياة، وقد وضعت كلاهما لكي نستدل على المعاني للأشياء والمواقف والخطط والتجارب، لكن إذا تجردنا منهما ككلمتين ظاهرتين واتجه النظر إلى أعمق فنحن جميعنا نعيشهما معاً في الحياة من خلال التجربة التي نختبر فيها (النجاح الفشل) أو (الخطأ والصواب) أو (الإيجابي والسلبي) لذا البعض لا يقول نجاح أو فشل بل يقول (التجربة) التي من خلالها يتطور الإنسان وينمو ويتغير للأفضل من خلال تجربته التي تحتوي الضدين. عندما نتأمل الضدين النجاح والفشل فهما الطريقة التي نتعلم من خلاهما كالطفل أثناء سيره يخطو ويسقط ثم ينهض ثم يسقط وهكذا حتى يتعلم عملية المشي كاملة، فهل نقول نجح أو فشل أو نقول هو يتعلم الآن كيف يخطو، لذا علينا تقبل ظروف الحياة وتقلبها كرحلة نتعلم منها. حالة الاستعداد تتجاوز مفهوم الخطأ والصواب إلى النظر للعمق والمغزى من التجربة ذاتها فلا يخاف المستعد من التقلبات لكنه يتعامل معها بوعي ابتدأ من مبدأ القبول للحدث أو الموقف، ثم مرور ماذا عليه فعله الآن من استقبال المشاعر الجيدة واستقبال الفرص الجديدة كأن مثلا لا ينجح في مشروع معين ربما يتضايق قليلاً لكن في داخله قبول لهذه التجربة التي يمر فيها مما يجعله في حالة استعداد أن يعدل ويبدل الطريقة أو الاستشارة أو تغير الهدف من جذوره لماذا؟ لأنه يدرك مبدأ (التوسع) أن كل هذا الكون العظيم سخره الله للإنسان إن لم يحقق ما يريد في هذا المشروع هناك فرص أخرى سيعوض كل ما لم ينجح فيه، وهنا نلاحظ قمة (الاستعداد) لتغير المسار وتطوير الفكرة من الأساس، لذا اتسمت شخصية المستعد أنه حليف النجاح أو الإنجاز لأنه كالنهر لا يتوقف لشكوى أو التذمر. المستعد دائماً تواق للاكتشاف ومستقبل للإلهام لذا يمتلك أفكار إبداعية واحتمالات لعدة سيناريوهات أمامه وخيارات متعددة أيضاً، يؤمن بفكرة الوفرة أن كل شيء موجود ومسخر للإنسان فقط عليه السعي والعمل مع وضع النية التي تعتبر بوابة الطريق، فنجده دائماً في الإرادة منجز ومجتهد، وفي الرؤية والرسالة واضح يعرف ماذا يريد. إضاءة: هل نحن في حالة الاستعداد والقبول؟