كان وزير المالية محمد الجدعان واضحاً وهو يؤكد الذهاب إلى تقليص الإنفاق على عدد من القطاعات في المملكة ضمن التدابير الحكومية واستجابتها للتقلبات الاقتصادية الحادة بين مارس ومايو الماضيين، إذ تعرض الاقتصاد العالمي لصدمتين متزامنتين أولهما جائحة " كوفيد - 19" وانخفاض أسعار النفط. الرياضة واحد من أهم هذه القطاعات التي ستشهد خفضاً في الإنفاق الحكومي، وهو ما يعني بالضرورة مراجعة في أولويات الصرف وبنوده في القطاع، ومن بينها الدعم الحكومي للأندية السعودية، إذ من الواضح أن الأندية ستتلقى دعماً أقل في المرحلة المقبلة، وهو ما يعني أنها أمام مرحلة تتطلب نوعاً مختلفاً من طريقة الإدارة. لا أعلم حتى الآن إن كانت وزارة الرياضة تواصلت مع إدارات الأندية وطلبت منها مرئياتها عبر تقارير مالية واضحة تُظهر توقعات الأندية لصرفها في الموسمين المقبلين على الأقل وإجراءاتها لخفض الإنفاق والتعامل مع التزاماتها المالية وقدرتها على تحسين كفاءة الإنفاق. أظن أن المرحلة الحالية تحمل بعضاً من المحاسن، أهمها أنها ستكشف بشكل جلي وواضح قدرات صناع القرار في الأندية على التعامل مع ظروف كهذه وإمكانية الخروج بحلول عملية مقنعة من الجانب المالي تجنب الأندية الوقوع في أي مطب خلال الفترة المقبلة. صحيح أن الدعم الحكومي لن يتوقف، وصحيح أن وزارة الرياضة كانت تكفلت بالعديد من التعاقدات وأنها الضامن لهذه الأندية، وهو مبعث اطمئنان مهم للغاية لكن الوزارة وحدها لن تستطيع التعامل مع كل التفاصيل المالية، وإلا لما احتاجت الأندية أصلاً لوجود الإدارات. أعتقد أن الوسط الرياضي ينتظر باهتمام لإجراءات وزارة الرياضة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي وتواصلها مع الأندية والاطلاع على خطط إداراتها للتعامل مع كل الاستحقاقات المالية المقبلة ودراسة هذه الخطوط وملائمتها للوضع الراهن، إذ من المهم أن تساعد الأندية الوزارة على تخفيف الأعباء، مثلما تسعى الوزارة لتخفيف الأعباء على الدولة التي قدمت الكثير ووقفت بشكل غير مسبوق من خلال الدعم التاريخي الذي قدمه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرياضة السعودية في الموسمين الماضيين، وهو الدعم الذي لن يتوقف. إنها مسؤولية كبيرة على عاتق صناع القرار في الأندية ومن خلفهم وزارة الرياضة للتعامل مع الملف المالي وتحسين كفاءة الصرف وإيقاف أي هدر محتمل وتعزيز الرقابة والشفافية المالية في الأندية من خلال عقد الجمعيات العمومية التي ينتظرها دور مهم في هذا الجانب.