ذكرَّتنا أزمة فيروس كورونا جميعاً بأننا جزء من المجتمع العالمي نعتمد فيه على بعضنا البعض، وفي هذا العام حلّ علينا شهر رمضان المبارك وسط جهود عالمية مستمرة لاحتواء تفشي الجائحة على كل الأصعدة. وبالنسبة لما يقارب 1.8 مليار مسلم حول العالم، يمثل هذا الشهر بأجوائه الروحانية فرصة للتأمل، ومراجعة للنفس، وتعزيز الجانب الديني والعبادات، بالإضافة إلى تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، ومشاركة المعرفة، ويقضي المسلمون هذا الشهر في الصيام، والقيام بأعمال البر والإحسان، لكن رمضان هذا العام يأتي بطعم مختلف، إذ مع تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي لم تكن هناك صلاة جماعية في الجوامع والمساجد، كما لم تكن هناك تجمعات عائلية واجتماعية تقليدية للإفطار، أوالسحور كما هي العادة. رمضان في زمن الكورونا حل علينا رمضان هذا العام وسط ظروف استثنائية علَّق كثيراً من التقاليد القيمة للمسلمين خلال هذا الشهر الفضيل، فنحن نعيش في زمن يشهد تغّيراً ملحمياً، والطرق التي سنتواصل بها سيكون لها قوة هائلة في تحديد اتجاه ذلك، ونستطيع معاً عبر تلاحم معتقداتنا وسلوكياتنا المشتركة وضع بذور المستقبل الجديد بطريقة محفزة وملهمة، وهذا الشهر هو الفرصة المثالية للاستفادة من قوة التواصل في بناء الروابط الاجتماعية، وإظهار مشاعر التضامن، والتعاطف. كثيراً ما ينصب التركيز خلال الشهر الكريم على قيم الصداقة، والأسرة، وبناء المجتمع، ومشاركة المعرفة، وكلها أصبحت أيسر وأسهل بفضل أدوات الاتصال، لكن سيعتمد الناس في هذا العام على هذه الوسائط أكثر من أي وقت مضى؛ بسبب سياسات التباعد الاجتماعي، ولعل من أهم آثار الجائحة الإيجابية إيجاد طرق رقمية جديدة للتواصل. ويبقى رمضان شهر التواصل ويبقى رمضان الفرصة المثالية للتواصل الاجتماعي والثقافي على المستوى المحلي والعالمي، وإحياء قيم التعاطف، واللطف، والسخاء، والتضامن خلال هذه الأزمة التي هزت العالم كله، وبوصفنا متخصصين في التواصل، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التفكير بعمق بأهمية ذلك في نشر المعرفة، والتقريب بين الناس، وخلق تفاعلات إيجابية. إن التركيز على إحياء القيم المشتركة هو قوة محفزة ومؤثرة في هذا الوقت الذي يمّر فيه كثير من الناس بمراجعة للنفس والتأمل، وتشعر الشركات والمؤسسات بالالتزام بإظهار مسؤوليتها الاجتماعية. وتزامًنا مع روح الشهر الفضيل، يمكننا أن نخلق شعورًا بالوحدة، والأهداف المشتركة؛ لنشر الإيجابية، والتفاؤل، والمثابرة التي ستساعدنا جميعًا على تجاوز هذه الأزمة. وبمناسبة حلول شهر رمضان، احتفلنا في W7Worldwide بشهر رمضان بصفته "شهر التواصل" وهو تعبير نابع من رؤيتنا الأساسية في تعزيز لغة التواصل والحوار الإيجابي. ومن جهودنا والتزامنا بدعم الشركات والمؤسسات بخبراتنا الاحترافية قمنا بإنشاء مركز معلومات فيروس كورونا المستجد ليضم سلسلة من التقارير الإرشادية المتعلقة بالاتصالات المؤسسية، بالإضافة إلى أحدث المقالات والتدوينات التي تهدف إلى مساعدة الشركات والمؤسسات على التكّيف مع الأزمة، وكيفية تجاوزها بنجاح، وآخر هذه الإصدارات هو الدليل الإرشادي لتعميق أثر المسؤولية الاجتماعية للشركات. * مدير التخطيط الاستراتيجي في W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية