تحدثت منذ بداية جائحة كورونا المستجد، عبر العديد من اللقاءات في عدة قنوات وبرامج عن جهود السعودية لمواجهة الأزمة، سواء في الإجراءات الاحترازية والوقائية، أو من خلال توفير كافة الخدمات للمواطن والمقيم ولرعاياها في الخارج، بالإضافة إلى دعمها السخي للقطاع الخاص ومساعدته لمواجهة الآثار الاقتصادية. وهنا أردت أن أكتب المشهد بعد قرابة الثلاثة أشهر على الأزمة، ولكن حينما نعود للوراء قليلاً نجد أن القيادة السعودية لها تاريخ طويل على الصعيد الإنساني مع جميع الدول والشعوب في عدة مواقف خلال الكوارث والأزمات ومع ذلك لم تسلم من أذى أو خذلان أو تشكيك البعض، ومع هذا مستمرة في نهجها دون تعليق أو تصريح ولم تتغير، ولعل أزمة كورونا لم تدع مجالاً لهؤلاء لأن المواقف اليوم تغيرت وهذه الأزمة عالمية عرّت كثيراً من الدول، وكشف كذبة حقوق الإنسان التي يتغنون بها وأظهرت الحقائق وزيف الشعارات، أما السعودية تعاملت مع المواطن والمقيم بشكل مختلف يتمثّل بالإنسانية والشفافية، وتحمّلت الحمل الاقتصادي الثقيل بكل اتزان لأجل أن يكون الإنسان أولاً. صحيح أننا مررنا بمرحلة ما قبل رمضان وفي رمضان، ولكن لم تتغير العديد من الصور الجميلة في التكاتف بين أفراد المجتمع ورجال الأعمال والقطاع الثالث وبمساندة إمارات المناطق التي تُمثل قيادة هذه البلاد، وانطلقت العديد من المبادرات في تناغم جميل، بالإضافة إلى التعاون الواضح في تطبيق كافة التعليمات الصادرة من الجهات المختصة. بلا شك أن هذه الأزمة صعبة على جميع دول العالم وعلى كافة الأصعدة ولعل أثقلها اقتصادياً ونحن جزء من هذا العالم، ولعل من تحدياتنا هي القرارات التي تحدث عنها وزير المالية، ولكن ردة فعل الشعب السعودي بيّنت في هذه الشدة وفاء شعب مع قيادة لم تقصر لأجل صحة وسلامة شعبها، فكل الخير في كورونا فلولا الله لما ظهرت الحقائق للعالم أجمع، ولعلنا بإذن الله نتجاوز هذه الجائحة أقوياء ونأخذ منها الدروس والعبر، مع دولة مسؤولة وقيادة حكيمة وشعب وفي وواعي. وسلمتِ بلادي بلاد الشمم..