تابع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بشغفٍ كبيرٍ ظهوراً خاصاً لإحدى اللوحات التشكيلية بشكل عابر في صورة لأحد اجتماعات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللوحة لم تكُن الأولى التي تظهر سواء في مكتب ولي العهد، أو مجلسه الخاص، فلوحة أخرى ظهرت سابقًا لتشكيلية سعودية نابهة كانت قد لفتت الأنظار من قبل، عاكسةً اهتمامًا استثنائيًا بدعم الفن والفنانين، ليس بالطرق المعتادة بإطلاق الشعارات أو التعبير اللفظي عن الدعم، وإنما عن طريق مبادرة وسلوك فعلي تجاه الفنانين السعوديين، بالاحتفاء بمنجزهم الفني بالوسيلة التي يحلم بها كُل فنان شاب، أن تقدّر وتُعرَض، أن يتعرض لها أكبر قدر من المتذوقين من الجمهور، وتتواصل رسالتها الفنية الخاصة معهم، وتحتل موضعاً كريماً، وليس أكثر تكريماً من مجلس ولي العهد، الذي لا يدخر فرصة يبرهن فيها على انحيازه للفن السعودي. يمكن قراءة مشهد اللوحات في مكتب سمو ولي العهد من زوايا عدة، الأهم بينها قدر ما يمثل موقفه في اقتناء الأعمال الفنية لفنانين سعوديين من انحياز واضح للواقع المحلي والفنون الوطنية الأصيلة، ما يعزز من ثقة الفنان السعودي في نفسه وفي ذائقة الجمهور القادر على التفرقة ما بين أعمال تمس خلفيته الثقافية بشكل مباشر وأخرى تتميز بلمحة عالمية، ولا تحمل تفاصيل من ماضي الشخصية السعودية وحاضرها ومستقبلها المأمول، في الأمر أيضاً رسالة واضحة للأجيال القادمة والفنانين التشكيليين والمبدعين من كل طائفة، بأن جهودهم لن تضيع هباءً بل هي نصب أعين الجهات الرسمية ونصب أعين الجماهير، مقدرة حق التقدير ومنتظرة دائماً لتعبر عن الواقع المحلي بصدق. مبادرة ولي العهد شديدة الأهمية، وشديدة التعبير عن التوجه الحداثي للمملكة، والمأمول أن نلمس توسعاً في التطبيق خلال الفترات القادمة، كان يقتدي كل مسؤول وكل ذي منصب بسلوك ولي العهد في اقتناء الأعمال الفنية المميزة وعرضها بالشكل اللائق في أماكن العمل والمصالح الحكومية والمكاتب الخاصة بالمسؤولين على مختلف درجاتهم الوظيفية، فتذوق الفن حق للجميع، ولا ضرر من أن تتاح الأعمال المميزة للجميع كي يتمكنوا من الاستمتاع بالفنون المُعبرة عن ذواتهم.