الفن التشكيلي بالنسبة للفنانة منى القصبي «أسلوب للتعبير عن النفس، باعتباره أسلوباً إعلامياً قوياً، لأنه يخاطب القلب والعقل معاً، وهو هبة من الله تولد مع الفنان، إضافة إلى أن الفن التشكيلي هو نبض حي للمجتمع يعبر عن أفراحه وأحاسيسه وآرائه». وتقول في حوار مع «الحياة» إن المعرض التشكيلي «هو مرآة صادقة تعكس وعي وثقافة و حضارة المجتمع، كما أن الفنان يعد وسيطاً لنقل الفكر إلى الآخرين في شكل لوحة أو أي عمل فني يحكي نمط حضارة وثقافة الأمم». تنتمي القصبي «للمدارس والاتجاهات كافة من دون تقييد أو شرط، ولكن ريشتي تميل للمدرسة التأثيرية والانطباعية، فلوحاتي تبحر بكل المسارات لتقرأ من خلفها شخصية واحدة». كما أنها تفخر بجميع لوحاتها الكثيرة، «التي تدور حول فلسفة واحدة عنوانها دور الفن في حياة المرأة، وغالباً ما أصور أن الفن بالنسبة للمرأة هو عالمها، فهي فنانة في تعاملها، وفنانة في أمومتها، فالمرأة الفنانة تزرع النجاح في كل ما يدور حولها بصورة جميلة ومتفائلة، إضافة إلى أنها عاشقة للطبيعة التي تذكرني دائما بقدرة الله في خلق الكون و جماله وإبداعه». وتذكر أنها لا تعرف طموحاتها الفنية، «فلا حد لها، وأتمنى أن يصبح المركز السعودي للفنون التشكيلية أكاديمية يشار إليها، وأنا أعمل جاهدة الآن في هذا الموضوع». وعلى رغم مشاركتها في حوالي 100 معرض تشكيلي، إلا أنها ترى أنها «قليلة، ولا تتناسب مع عطائي وسأقدم المزيد، فأنا أستعد لتنفيذ معرضي الشخصي الرابع». وأوضحت أنها معجبة بلوحات فان جوخ، «فهو فنان صادق و أتعاطف مع حياته وتعجبني ألوانه وفلسته الإنسانية وتقنيته الخاصة وبصمته الرائعة. وأعجبت باللوحات التي يصور بها نفسه، وبخاصة اللوحة الذي صور نفسه وأذنه مقطوعة، وتعلمت أن الإنسان الفنان لا بد له من أن يصور ما بداخله من دون قيد أو شرط، فكلما كانت اللوحة صادقة كان وصولها للمتلقي أسرع، كما أعجبت بلوحات لفنانين سعوديين وعرب كثيرين، لأن لكل منهم له وقع و تأثير على نفسي وعلى لوحاتي». وقالت إنها درست الإنكليزية «رغماً عني، لأنها كانت في قسم الأدب، علماً بأني تخرجت من الثانوية في الفرع العلمي ولكنها أفادتني لأني درست الفن في دورات خارجية ومحلية عدة، وأرى التشجيع لمزيد من العطاء لأن الدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة ولكنها لا تخلقها». وفي ما يخص المركز السعودي الذي تديره أشارت إلى أن الدورات التي ينظمها المركز تلقى إقبالاً شديداً من الجنسين، «إيماناً منهم بأهمية هذا الفن وخلق روح الإبداع فيهم، وتذوق الفن، وإظهار الجمال بأسلوب جديد من أفكار موجودة و قائمة أصلاً. والإقبال متزايد، ومركزنا مفتوح لاستقطاب المزيد من أبناء المجتمع إيماناً مني بأهمية الفن التشكيلي في حياه الفرد والمجتمع. المركز السعودي للفنون التشكيلية درّس أكثر من ألفين مشارك ومشاركة، وقدّم عدداً من الدورات الفنية التي يتم من خلالها رعاية وتنمية الكثير من المواهب، سواء أكان للأطفال أم للكبار، ما بين الرسم الزيتي والخط العربي والتصوير الضوئي والخزف والسيراميك والموزاييك. وقدّم المركز أكثر من 10 آلاف عملاً فنياً خلال الأعوام السابقة، وهذه الأعمال شاهدناها في معارض في مدينة جدة ومعارض دولية، وأنجز المركز إلى الآن أكثر من 250 معرضاً تشكيلياً ناجحاً، كما استضاف عدداً من الفنانين العرب والأجانب، ونالت معارضهم استحسان المتلقي العربي والسعودي، وبخاصة أن المركز يعتبر بيتاً لجميع الفنانين، فنحن على اتصال بغالبية فنانين المملكة، وهم يأتون للمركز باستمرار، ويناقشون بعض الأعمال والقضايا الفنية التي تدعم الفن التشكيلي بالمملكة. ونسعد برؤية الفنانين و الفنانات المتخرجات من المركز السعودي للفنون التشكيلية يشاركن في معارض ويحصلن على جوائز، كما احتفلنا العام الماضي باليوبيل الفضي للمركز، وحضره أغلب الخريجين و الخريجات». ولفتت إلى أن كل موقف فني «لا يغيب عن مخيلتي، فعيني تصور ما أرى وتحفظه في نفسي والله خلق الدنيا مليئة بالجمال، ونحن بدورنا نصور ما نراه ونحوله إلى لوحات فنية تعكس إيماننا وثقافتنا. والمركز السعودي للفنون التشكيلية أراه في كل عمل فني فهو نصب عيني، وبداخلي أراه يكبر معي يحتضن الفن والجمال من أعمال لزملاء وزميلات يذكرهم التاريخ». وأوضحت أن جمعية الثقافة والفنون «تمارس دور التقويم للأعمال الفنية، إضافة إلى أن الجمعية السعودية للفنون والمعارض تتيح للفنانين تقديم عطاءً متجدداً ومميزاً، واللوحات تحمل منافسة شريفة بين الفنانين شعارها «البقاء للأفضل».