لم يعد خافيًا تفشي وباء كورونا في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات والمناطق الواقعة تحت احتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وسط تقارير طبية تحدثت عن وجود مئات الإصابات والوفيات المؤكدة خلال الأسابيع الماضية، تبعتها موجة تحذيرات صحية وإنسانية يمنية ودولية من سياسة التستر والتكتم التي تتبعها الميليشيا تجاه تفشي الوباء. وتحت الضغط الشعبي والإعلامي والحقوقي على المستويات اليمنية والدولية والأممية، وبعد تفشي الوباء وارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بين السكان، اضطرت ميليشيات الحوثي الإرهابية، الثلاثاء، للاعتراف والإعلان عن "أول حالة" إصابة مؤكدة بفيروس كورونا قالت إنها ل"مهاجر صومالي" بعد التأكد من إصابته بالوباء بعد وفاته في أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء. وحرص الحوثيون على انتقاء "مهاجر صومالي" والإعلان الثلاثاء، عن إصابته بالفيروس، وأشارت إلى أنها تحفظت على جثمانه خشية من العدوى، بهدف إظهارها كما لو أنها الإصابة الأولى فعلا، للتغطية على جريمة تسترها على تفشي الوباء واتباعها سياسة الإنكار خلال الشهرين الماضيين. وأوضح محللون وناشطون يمنيون أن الميليشيا تعمدت الإعلان عن الحالة الأولى للإصابة بفيروس كورونا لمهاجر صومالي لكيلا يقول اليمنيون بأن الفيروس انتقل عبر طلبة حوثيين في إيران أو أشخاص إيرانيين من الذين يتسللون بين الحين والآخر كمستشارين وخبراء في الحرب الانقلابية. وكانت "الرياض" قد نشرت في مارس الماضي معلومات اطلعت عليها، تؤكد أن عددا من الطلاب الحوثيين في إيران وصلوا بالفعل إلى صنعاء، وتشير المعلومات إلى أن عودتهم تمت عبر مطارات دول عربية من بينها لبنان دون أي تأشيرات إيرانية على جوازاتهم، وسط تكتم شديد من قبل وكلاء إيران في صنعاء. وعلق رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام، حافظ البكاري قائلا: الجماعة في صنعاء كانوا مزنوقين بهوية أول حالة حتى وجدوها فيما أسموه "مهاجر صومالي". واستطرد أن "الفيروس عابر للهويات والأعراق والحدود لكن العنصرية المريضة هي هوية بذاتها". وحذر ناشطون يمنيون من أن تعمد الميليشيا الحوثية اختيار مهاجر صومالي والإعلان عنه كأول حالة إصابة بالفيروس، قد يرفع من منسوب العنصرية تجاه الصوماليين في اليمن، ويفاقم من معاناتهم. وأشار رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبدالسلام محمد إلى أن الميليشيا تهدف من وراء ذلك إلى "تحميل المهاجرين الأفارقة الوباء كمحاولة عنصرية تنسي اليمنيين عنصريتهم، إضافة إلى تخويف اليمنيين من الخارج وإكمال تطبيق نظام الرهائن". وأكدت الكاتبة الصحفية والباحثة اليمنية المرموقة، ميساء شجاع الدين أن مستشفى الكويت في صنعاء أصبح مغلقا على مرضاه وكادره الطبي الذي يتعرض للتهديد في حال أفصح أحدهم عن عدد الحالات. وأضافت في سلسة تغريدات على حسابها في توتير "يخشى الحوثيون خبر انتشار المرض الذي تجاوز مراحله الأولى لكثرة عدد الحالات بالعناية المركزة، لأن هذا قد يؤثر على حركة الناس ونشاطهم مما قد يؤثر على اقتصاد الجماعة المعتمد على الجبايات والضرائب، وكذلك قد يعرقل مخططاتهم العسكرية". من جهتها، قالت أستاذة العلاقات الدولية والخبيرة في حقوق الإنسان، الدكتورة وسام باسندوة "كل من كذب وأنكر ونسج أساطير حولنا حين حذرنا أهالي صنعاء من وجود حالات كورونا هو شريك الحوثي في جريمة التستر على الوباء وتضليل الناس. بينما كل الشواهد الآن تؤكد ما قلناه فالحالات ليست وليدة اليوم". وعلى مدى الأسابيع والثلاثة الأشهر الماضية، ظلت ميليشيات الحوثي تمضي على خطى النظام الإيراني في نهج سياسة التستر والإنكار على جائحة كورونا، رغم تواتر الأنباء عن وجود مئات من الحالات التي تحمل نفس أعراض الإصابة بفيروس كورونا.