جمال الملهمة ليس مجرد لذة حسّية تجري في جسد الرجل، إنه أبعد من ذلك: شعاع يسلب لب الُملَهم ويسري في خياله وبخياله إلى حيث لا مدى يصل إليه .. قد يوصف بأنه (خبال) أكثر من خيال عند بعض الشعراء الذين قتلهم العشق، رحمهم الله.. ذلك الخيال ينبع من (تبلور) الملهمة في العين والقلب والعقل والوجدان، حين تملك المحبوبة الإنسان الذي يراها متكاملة تماماً من كل الزوايا، وأنّى نظر أو فكر، فهي (البلُّور) النقي الصافي الراقي الذي لا تشوبه شائبة، طيفها يملأ وجود العاشق ويملك كل حياته وأوقاته وشعوره، فكره وخياله حتى يُنسيه وميض الملهمة الشامل كل بنات حواء، كأن الله عز وجل لم يخلق غيرها، لأن في خياله لها صورة كاملة الأوصاف لا توجد في الواقع أبداً، صورة أبدعها الحرمان والخيال الخلاّق القادر على تعذيب صاحبه بما يتوهّم في معشوقته من سحر لا وجود له في الواقع، أمثال مجنون ليلى وربعه العذريين والدجيما وابن لعبون مع (مي) التي لم ينل منها غير رؤية جمال ضاعف له العذاب، وإلى حد ما ابن زيدون في غرامه الملتهب بولادة التي جعلته يتقلب على جمر الغضا بين وصال قصير وهجر طويل: يا منازل مي في ذيك الحزوم قبلة الفيحا وشرق عن سنام في سراب عن جوانبها يحوم طافحات مثل خبز في يدام يستبين بها الخبير بها رسوم دارسات كنهن دق الوشام ما بكت فيها من الفرقا غيوم من نظير العين إلا عن غرام من هموم في قلوب في جسوم في بيوت في ديار في عدام دار مي يوم مي لي تقوم قومة المأموم من خلف الإمام كل عيش غير عيشك ما يدوم يوم وصلك بالكرايم والكرام اسأل الأطلال عنهم يا غلوم يخبرونك وابعيني يا غلام كيف أبا اسأل من تحت ذيك الرجوم صامتين مايردون السلام يوم مي تحسب الدنيا تدوم وان عجات الصبا دوم الدوام في نعيم تحسبه لزماً لزوم مثل منزلنا على ديم الخزام يوم هي توريك خد به وشوم يفضح البراق في جنح الظلام كنه القنديل بزيت مخدوم شبته داياتها عند المنام داعجات غانجات لو تروم كنهن في كنهن بيض النعام 1 يا سنين لي مضت مثل الحلوم كنهن في دار ابن عوام عام (محمد بن لعبون) تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا) (مجنون ليلى) يا جر قلبي جر لدن الغصون وغصون سدرٍ جرها السيل جرا على الذي مشيه تخط بهون والعصر من بين الفريقين مرا لا والله اللي بالهوى هوجروني هجر به الحيلات عيت تسرا ياليتهم بالحب ما ولعوني كان ابعدوا عني بخيرا وشرا وياليتهم يوم انهم ولعوني خلوني اقضي حاجتي وادترا وياليتهم عن حاجتي سايلوني يوم اني اقعد عندهم واتحرا وياليتهم من زادهم اطعموني انا على زاد اليتيم اتجرا لا قربوا مني ولا بعدوني ولا ميس منهم ولاني مورا وقفت عنده شايحات عيوني كني غرير باللهاوي مضرا ( الدجيما ) ولادة وابن زيدون من اشهر قصص العشاق