تتسابق الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة ومختلف المؤسسات الثقافية خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تشهد تصديا كبيرا لفايروس كورونا بتنفيذ عدد من المبادرات النوعية والمحاضرات الافتراضية والمسابقات، ليتواصل العطاء الثقافي والأدبي والأنشطة التفاعلية افتراضيا مستهدفة كافة الفئات العمرية في المجتمع.. تواصل إلى ذلك أطلق نادي أبها الأدبي عددا من المبادرات كان من أبرزها مبادرة (الثقافة إلى بيتك) والتي جاءت متزامنة مع الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس كورونا وتشمل مسابقة شعرية ونشاط أدبي وثقافي وتوعوي. وأوضح رئيس النادي د. أحمد آل مريع أن هذه المبادرة تهدف إلى التواصل بين النادي والمجتمع خلال هذا المرحلة، بما يحقق استمرار القيام بمسؤوليته الثقافية، عبر أربعة محاور منها مسامرات أدبية ومحاضرات ثقافية تبث عبر وسائط إلكترونية من خلال قاعات افتراضية ومنصات متنوعة، لموضوعات أدبية وفكرية وتاريخية تتناسب مع الوضع الحالي. وبينها محور المسابقة الشعرية «الإنسان في قلب الوطن» للتعبير عن تلقي المبدعين لمبادرات وطنهم، لتوثيق للمرحلة وتجمع في إصدار خاص، مفيدا آل مريع أن المبادرة لم تتجاهل الذين يجري فحصهم في المحاجر الصحية حيث خصصت لهم أحد محاورها عبر توزيع كتب منتقاة من إصدارات النادي على مواقع الحجر الصحي، بالتنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة، وشملت الدفعة الأولى 600 كتاب متنوع التخصصات. تلاحم من جهته قال رئيس النادي الأدبي بجدة د. عبدالله السلمي: هذه اللحظة الزمنية في تاريخ وطننا الغالي تستدعي وقوفا من جميع المؤسسات وتأتي المؤسسات الثقافية في الطليعة لأنها الموجه الأول لصياغة الوعي وبناء الفكر ورسم معالم الثقافة المجتمعية. ومن هذا المنطلق حرص النادي على تقديم مجموعة من الفعاليات والبرامج الثقافية التي تستجيب للمرحلة وتنسجم مع التوجيهات، وقدمت حزمة من المبادرات التثقيفية كحقيبة الثقافة للحجر الصحي، وتزويد المنازل بالكتب والمطبوعات المنوعة لتكون أحد روافد التسلية والثراء المعرفي، وتم إنشاء منصة إلكترونية وأعلن عن المسابقات الشعرية والقصصية التي تخلّد صورة التلاحم بين القيادة والشعب في هذا الظرف العصيب. كما بدأ بث مجموعة من المداخلات على شكل مقاطع يوتيوبيّة عن ثقافة التواصل والثقافة الصحية يقدمها أساتذة مختصون في التثقيف الصحي، وشخصيات ثقافية وأدبية. حراك وقال مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الحدود الشمالية، خلف بن حمود القاران: تقوم الجمعية بتنفيذ عدد من البرامج الثقافية والفنية وعن بعد في مختلف مدن وقرى منطقة الحدود الشمالية وذلك حرصًا لمواصلة إثراء الحراك الثقافي والفني والتواصل مع المثقفين والفنانين الذين أبدعوا في التفاعل مع الظرف الحالي من مواقع بيوتهم، أيضًا قدمنا من خلال الجمعية رسائل توعوية يومية شارك فيها المثقفون والفنانون والمواهب المختلفة في الأدب والشعر والنثر والرسم والتصوير والنحت والحرف اليدوية، كما قدمنا دورات عن بعد في أساسيات الفوتوشوب والرسم والشعر، كما شاركت وتشارك الجمعية في تقديم تصميم توعوي عن الوقاية من مرض كورونا يوميًا، بالإضافة إلى تقديم فيديو أسبوعيًا للتوعية، كما تعمل على نشر مسابقة الجمعية لأفضل نص تثقيفي مختصر عن الوقاية من فايروس كورونا. بناء وأوضح المستشار والمدير التنفيذي لملتقى مكة الثقافي الدكتور محمد المسعودي أن أعمال ملتقى مكة الثقافي لم تتأثر بسبب أزمة كورونا ومازالت الاعمال متواصلة عن بعد ومضاعفة للحد من تأثير أزمة كورونا على سير أعمال الملتقى. وأشار إلى قيام بعض الجهات المشاركة بتنفيذ عدد من المبادرات تحت إشراف ودعم ملتقى مكة الثقافي بهدف نشر ثقافة القراءة والفن والإسهام في بناء مجتمع متعلم ومثقف يواجه التحديات بسلاح العلم والثقافة، حيث تميزت المبادرة في ظل الحجر المنزلي للمجتمع باستخدام التقنية الحديثة لتفعيلها من خلال منصة إلكترونية تفاعلية صوتية لبناء مهارات القراءة الحرة وتنمية المكنون الفكري والثقافي، والمساهمة في بناء أكبر مكتبة محتوى صوتي عربي. مشيرًا إلى أن الملتقى من خلال الجهات المشاركة قدم مبادرات قيمة تؤكد الدور المحوري للثقافة في «الأزمات» فهي صمام الأمان وتسير في توسيع دائرة الوعي المجتمعي بما يعود إيجابًا على المشارك والمجتمع والوطن بأسره. خلف القاران د. عبدالله السلمي د. محمد المسعودي