تقوم المملكة بدور كبير وبارز في إدارة أزمة وباء كرونا باحترافية أشاد بها الجميع وخلال هذه الأزمة تسابق المسؤولون في جميع القطاعات الحكومية والخاصة لمحاربة هذا الوباء كل في مجاله، وكان للمثقف دور خلال هذه الظروف التي تمر بها البلاد.. حول هذا الدور وأهميته تحدث عدد من المثقفين ل»الرياض».. التوجيه قال الدكتور عبدالله السلمي - رئيس نادي جدة الأدبي-: هذه اللحظة الزمنية في تأريخ وطننا الغالي تستدعي وقوفاً من جميع المؤسسات وتأتي المؤسسات الثقافية في الطليعة لأنها الموجه الأول لصياغة الوعي، وبناء الفكر ورسم معالم الثقافة المجتمعية. ومن هذا المنطلق حرصت المؤسسة الثقافية أن تكون حاضرة من خلال مجموعة من الفعاليات والبرامج الثقافية التي تستجيب للمرحلة وتنسجم مع التوجيهات، فاعتمد النادي الأدبي بجدة مجموعة من المسابقات الثقافية ونشرت العديد من الفيديوهات التوجيهية، وقدمت حزمة من المبادرات التثقيفية كحقيبة الثقافة للحجر الصحي والمنصة الإلكترونية والمسابقات الشعرية والقصصية التي تخلّد صورة التلاحم بين القيادة والشعب في هذا الظرف العصيب. كما سيتم بث محموعة من المداخلات على شكل مقاطع يوتوبيّة عن ثقافة التواصل والثقافة الصحية يقدمها أساتذة مختصون في التثقيف الصحي. وتأتي هذه المبادرات استشعاراً لدور الثقافة وضرورة حضورها في مثل هذه الإحداث سائلين الله أن يحفظ وطننا من كل مكروه. المساندة من جانبه تحدث الدكتور علي مبارك العوبثاني -باحث وخبير ومدرب إدارة الأزمات والكوارث- قائلاً: المتابع لدور القيادة في المملكة يلاحظ أن مواجهة أزمة وباء كورنا كان مبنياً على استراتيجية ذات فكر سياسي وصحي واجتماعي واقتصادي ناضج اتسم بالإبداع في فن التعامل مع الأزمة لأن الأزمة فترة حرجة وحالة غير مستقرة تحتاج إلى قيادة إبداعية تتخذ قراراً ابتكارياً سريعاً. والقرارات التي اتخذتها القيادة حكيمة ورشيدة وسريعة وعاجلة. وعن دور المثقف في مواجهة الوباء يقول: إنه دور ملازم ومساند لوجستياً مع دور الدولة، معتبرة قناة الاتصال القوية والمؤثرة في نشر ثقافة التحصين من هذا الوباء، وطرق مواجهتة وإيصال الرسالة الصحية والأمنية للمواطن والمقيم. التوعية محمد بن إبراهيم آل صبيح -مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة- يقول: المتأمل في المشهد العالمي يدرك دور المملكة الإنساني وعلو مكانتها بحكمة قيادتها وتلاحم شعبها، فقد سخرت كافة مواردها وكامل طاقاتها لحماية الإنسان في ظل الجائحة العالمية. ويكمل: دور المؤسسات الثقافية والمثقف بلا شك محوري وأساسي للمساهمة مع جميع الجهات الحكومية والخاصة في تطويع أفكاره وأدواته الإبداعية لتوسيع دوائر الوعي المجتمعي واحتواء بؤر الوباء وتعزيز وإيصال توجيهات وتعليمات وإرشادات وزراة الصحة والجهات المساندة لأفراد المجتمع، والتأكيد على أهمية اتباعها وفي الجانب الآخر ابتكار البرامج والفعاليات المنسجمة مع الحدث في حين تعمل مخيلة المثقف على إنتاج أدبي رفيع في شتى صنوف وفنون الثقافة ليواكب المرحلة وتداعياتها برؤية المثقف والأديب والشاعر والفنان والرسام. فالمتأمل في الأزمات التي مرت بها البشرية عبر التاريخ يجدها أنتجت لنا أعمالاً رفيعة خلدها التاريخ وما زلنا نستحضرها في كل حين والمملكة ولله الحمد غنية بمواردها الطبيعية وبثقافتها وتراثها وفنونها وهي أغنى بالإنسان السعودي المثقف والمبدع الفاعل. التثقيف وتقول الدكتورة عائشة الحكمي -باحثة وقاصة-: المثقف إنسان ممكن يكون أكثر تفاعلاً مع الحدث وقادراً على امتصاصه وتحويله إلى قضايا وأفكار ورؤى، فلم يكن في أي زمان وأي مكان أن يقف المثقف متفرجًا على قضايا الإنسانية، بل هو أول إنسان يحترق من أجلها.. المثقف قائد رأي وحامل لواء التغيير والتوجيه والدعم اللوجستي الفكري الناعم لإدارة الأزمات. الإنسانية قاطبة تواجه تهديداً صحياً وبصفته سلاحه الكلمة لم يبخل بها ونحن في زمن أدوات التواصل والاتصال، متاحة فعمل على استغلالها وإيصال أفكاره ورؤاه. وفق ما تسمح به مساحة دوره ليبعث الابتهاج ويطمئن الناس ويسهم في التوعية التي تقودها الدول للوقاية من امتداد الفيروس المرعب. والمثقف السعودي على قدر من الوعي والالتزام بواجباته في مساندة الدولة فهو داعم مهم لإيصال صوت الجهود الكبيرة التي تقودها الدولة لمواجهة الفيروس.. الدولة حملت شعار»الإنسان أولًا» والمثقف خير داعم لسياسة بلاده. د. عبدالله السلمي د. عائشة الحكمي محمد آل صبيح