ينتظر المثقفون والأدباء في الممكلة تحولاً كبيراً في تطوير العمل الثقافي الوطني بخطط اقتصادية تساهم في بناء قواعد استثمارية تكفل للمؤسسات الثقافية القيام بأعمالها من خلال استثمار الفرص الاستثمارية المتاحة التي تعود عليها بالنفع. وأكد رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد بن علي آل مريع أن التحدي الأكبر الذي تقابله الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون كأذرع رئيسية مؤسسية فاعلة هو تحدٍ مالي يحول دون تنفيذ كثير من البرامج التي تخطط، حيث تشهد عزوفاً من رجال الأعمال عن دعم برامجها، وعدم الاهتمام بجوانب التنمية الثقافية للمكان والإنسان إضافة لعدم قناعتهم بالاستثمار في هذا المجال لمحدودية المردود المالي من الأعمال الثقافية. وأشار آل مريع إلى الحاجة لخبرات اقتصادية تكون عوناً في تخطي هذه العقبة وتجاوز التحدي عبر استحداث أنظمة تمكن الأندية الأدبية من مقراتها وتتيح لها استثمارها كمصدر دخل يعينها على تنفيذ برامجها إضافة لمساعدتها في الخروج من أزمتها وتلبية رغبات الأدباء والمثقفين بمراجعة لائحة الأندية لتجويد وتطوير العمل.وطالب رئيس نادي أبها الأدبي بالاستفادة من الطاقات الشابة في جميع المؤسسات الثقافية وتحقيق متطلباتهم عبر تواصل عالٍ معهم يحقق مستوىً متميزاً من الاحترافية في تكوين برامج وفعاليات مؤثرة وعميقة. من جهته قال رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي د. صالح بن عبدالعزيز المحمود: "إن نظام الأندية الأدبية ولوائحها تمنحها فضاءً رحباً تتحرك فيه إدارياً ومالياً، نظراً لاستقلاليتها الإدارية والمالية، وخير شاهد على ذلك نجاح كثير من الأندية الأدبية في الحصول على دعم لبناء مقار لها كأندية حائل والباحة وجدة. ولفت المحمود لإيمانه أن المشهد الثقافي ليس مغرياً جداً بالاستثمار أو التبرع، لكن الأندية تستطيع بعملها وجهود أعضائها أن تصنع لها حضوراً مميزاً يجعل أمر دعمها مشروعاً، وبخاصة حين تتبنى إبداعات الشباب وتتناول همومهم الثقافية، مؤكداً أن الداعم موجود، بيد أن الأندية الأدبية بحاجة إلى أن تتحرك أكثر، وأن تتفاعل مع المجتمع وقضاياه لتقنعه بأحقيتها للدعم، داعياً مؤسسات المال في المملكة أن تفعل من دورها الريادي في خدمة الثقافة والمثقفين في وطننا بدعمهم ومساعدتهم على إنجاح جهودهم وفعالياتهم الثقافية التي تحسب أولاً و أخيرًا باسم الوطن. د. أحمد آل مريع