أظهرت دول أوبك قوتها النفطية المهولة بزعامة المملكة حيث سجل انتاج المنظمة أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 28.97 مليون برميل يوميًا في مارس الماضي، مع تجاوز العديد من الأعضاء حصص الإنتاج الخاصة بهم التي التزموا بها حتى نهاية مارس، وفقًا لمسح "قلوبال بلاتس" الذي وجد انخفاض الامتثال بين دول أوبك بالحصص إلى 13٪ في الشهر الماضي من 120٪ في فبراير. وعززت المملكة إنتاجها إلى 10.15 مليون برميل يوميا في مارس وهو أعلى مستوى في 14 شهر، أعلى بقليل من حصتها البالغة 10.144 مليون برميل في اليوم، وفقاً للمسح الذي كشف ايضاً عن ارتفاع صادرات المملكة من النفط الخام بشكل ملحوظ حيث وصلت إلى ما يقرب من 9 ملايين برميل في اليوم في الأسبوع الأخير من مارس، مع تعزيز المملكة أيضًا مخزوناتها. فيما دفعت الإمارات الحليف الوثيق بقوة إنتاجها من النفط الخام إلى 3.45 مليون برميل في اليوم، متخطية سقفها عند 3.012 مليون برميل في اليوم. في حين أن الكويت ضخت 2.90 مليون برميل في اليوم، أعلى بكثير من حصتها البالغة 2.669 مليون برميل في اليوم. وكانت هذه المكاسب أكثر من كافية لتعويض الانخفاض المستمر في العقوبات المفروضة على إيران وفنزويلا، وكذلك ليبيا التي مزقتها الصراعات. ووجدت الدراسة بشكل عام أن إنتاج أوبك لشهر مارس قفز بزيادة 980 ألف برميل يوميا عن فبراير، في وقت عادت أوبك وروسيا وتسعة شركاء آخرين في الائتلاف المعروف باسم أوبك+ إلى طاولة المفاوضات الخميس الماضي باتفاقات جديدة تبدأ بخفض 10 ملايين برميل يومياً لشهري مايو ويونيو، و8 ملايين برميل من يوليو لنهاية 2020، و6 ملايين برميل يومياً على من 1 يناير 2021 إلى 30 ابريل 2022. ويشارك في التخفيضات الدول المنتجة الرئيسية الأخرى في وقت لا يزال وباء الفيروس التاجي يحطم الطلب العالمي على النفط مما أدى إلى تفاقم أزمة سوق النفط وانخفاض الأسعار بنسبة 70٪ منذ اجتماع 6 مارس الذي لم يتوصل لأي اتفاق. في حين أن معاودة اتفاقات الخفض الخميس الماضي لا تؤثر على إمدادات أبريل الحالي ولكن ستبطئ تراكم المخزون ومن المحتمل أن تخفف من أسعار الشحن. بينما انخفض إنتاج الخام الإيراني إلى 2.07 مليون برميل في اليوم في مارس، مع انخفاض صادرات النفط الخام ومصافي التكرير، مع انتشار الضربة المزدوجة لوباء الفيروس التاجي والعقوبات الأمريكية على قطاع النفط. وأظهرت بيانات "بلاتس" أن هذا هو أدنى مستوى أنتجته إيران منذ أبريل 1988. فيما انخفض إنتاج الخام الفنزويلي إلى 650 ألف برميل في اليوم في مارس، ليعكس اتجاهه الأخير الذي شهد ارتفاعه ثم استقراره. وأشار أعضاء لجنة المسح إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على الشركات التي قدمت تمويلًا مهمًا لقطاع النفط الفنزويلي، أسفرت عن إغلاق آبار عالية التكلفة مما أثر على الإنتاج. وتكافح شركة بدفسا الفنزويلية الحكومية للحفاظ على تدفق النفط من الحقول الرئيسية في البلاد في مواجهة المخزونات المرتفعة والمصافي المعطلة وسرقة المعدات وغياب العمال. وتجمع "بلاتس" أرقام أوبك من خلال مسح مسؤولي أوبك وقطاع النفط والتجار والمحللين، وكذلك مراجعة بيانات الشحن والمخزونات. وكشفت احصائية تتبع امتثال دول أوبك بحصص الخفض السابقة المتفق عليها حتى نهاية مارس أن الجزائر انتجت 1,03 مليون برميل بزيادة 20 ألف برميل عن مخصصاتها المحددة بطاقة 1,01 مليون برميل في اليوم، فيما خفضت أنجولا 80 ألف برميل عن مخصصات 1,48 مليون برميل حيث انتجت 1,40 مليون برميل في مارس، وزادت الكويت 230 ألف برميل عن حصتها المحددة ب 2,67 حيث انتجت 2,90 مليون برميل في اليوم، كما زادت نيجيريا 170 ألف برميل عن حصة 1,75 مليون برميل ليبلغ انتاجها 1,92 مليون برميل في اليوم. فيما كانت المملكة الأقل تجاوزاً لمخصصاتها بقدرة 10 ألف برميل في اليوم عن حصة 10,14 مليون برميل لتصل إلى 10,15، بينما تجاوز انتاج الامارات مخصصاتها بزيادة 440 ألف برميل من 3,01 مليون برميل إلى 3,45 مليون برميل، فيما بلغ إجمالي انتاج دول أوبك المشتركة في اتفاقية الخفض 26,16 مليون برميل متجاوزة مخصصاتها بطاقة 25,15 مليون برميل بزيادة 1,01 مليون برميل في اليوم في مارس الماضي.