تواصل المملكة محافظتها على اتزان سوق النفط العالمي واستقراره من خلال استمرارها بسياسة خفض إنتاجها وفق اتفاقيات أوبك+ الممددة، وفيما تمتلك المملكة من جانبها أيضا مقدرة لضخ 10,3 ملايين برميل يوميا وهو سقفها الذي تقف عنده وفق اتفاقيات أوبك لخفض الإنتاج، ومع ذلك قللت المملكة إنتاجها في يونيو الذي بلغ 9.782 ملايين برميل يوميا من النفط بخفض أكثر من 600 ألف برميل. في حين تراجع امتثال أوبك لحصص الإنتاج بشكل حاد في يونيو، مع تراجع مكاسب الإنتاج في الشهر من جانب المملكة ونيجيريا، إلى جانب استمرار العراق في خرق الحد الأقصى لتقليص هامش التكتل للبقاء ضمن حدود اتفاق خفض العرض، ويتوقع المحللون تضييق سوق النفط في النصف الثاني من العام بسبب التخفيضات المستمرة والعقوبات الأميركية على الرغم من المخاوف بشأن نمو الطلب. وقالت "قلوبال بلاتس" في تحليلها: "إن تمديد التسعة أشهر وضبط الإنتاج السعودي المستمر يدعمان الأسعار في النصف الثاني من العام 2019، حيث يبدو أن أوبك وحلفاءها من المرجح أن يلتزموا بأحجام تعهدت بها لفترة أطول". في حين لا يزال الأعضاء ال 11 المشمولون بالحصص متفقين بشكل مفرط مع التخفيضات التي التزموا بها، ولكن فقط بمقدار 40,000 برميل في اليوم لمعدل مطابق قدره 104 %، وفقًا لمسؤولي الصناعة والمحللين وبيانات الشحن. وهذا أقل من معدل الالتزام في مايو البالغ 117 %. ووجدت الدراسة أن أوبك ككل تضخ 30.09 مليون برميل في اليوم، وهو ثابت منذ مايو، على الرغم من أن معظم الانخفاض في هذا الشهر جاء من إيران وليبيا المعفاة، وقابلية الزيادات السعودية والنيجيرية مما أدى إلى انخفاض معدل الامتثال. ومددت أوبك وعشرة حلفاء من خارج أوبك، بقيادة روسيا، الأسبوع الماضي اتفاقهم لخفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا حتى مارس 2020، لأنهم يهدفون إلى دعم أسعار النفط، وقد وصفوا امتثالهم المثير للإعجاب كدليل على تصميمهم القوي على إعادة التوازن للسوق، مع احتمال أن تؤدي العقوبات الأميركية إلى توقف الإنتاج عن إيران وفنزويلا العضوين في أوبك المعفيين من الصفقة، حيث من المرجح سيكون لدى الأعضاء المتبقين مجال أقل لرفع الإنتاج للتعويض عن أي خسائر والبقاء تحت سقف جماعي. وكشفت الدراسة أن المملكة شهدت ارتفاعًا في إنتاجها بمقدار 150 ألف برميل يوميًا في يونيو ليصل إلى 9.85 ملايين برميل يوميًا، مدفوعًا بنمو حاد في صادرات النفط الخام إلى جانب ارتفاع في حرق النفط الخام المباشر وسط درجات حرارة الصيف المرتفعة. واعتبر هذا أعلى إنتاج في المملكة منذ مارس، لكنه يظل 460,000 برميل في اليوم دون حصته البالغة 10.31 ملايين برميل في اليوم، في ظل تأكيدات سعودية بأن المملكة ستبقي إنتاجها أقل من 10 ملايين برميل في يوليو. وضخت إيران أقل عدد من البراميل منذ سبتمبر 1988 مع استمرار إحباط الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية الصارمة. وشهدت البلاد انخفاض إنتاجها 100,000 برميل في اليوم إلى 2.35 مليون برميل في اليوم، مع انخفاض كبير في صادراتها من الخام تقابله إلى حد ما زيادة كبيرة في تخزين الخام، وفقًا لأعضاء لجنة المسح. ومن بين أعضاء أوبك البالغ عددهم 11 عضوًا، كانت نيجيرياوالعراق الأقل امتثالًا حيث ارتفع إنتاج نيجيريا إلى 1.97 مليون برميل في اليوم، وهو أعلى مستوى له منذ يناير 2015، حيث يضخ حقل "إيجنا" الأحدث في المياه العميقة، والذي بدأ الإنتاج منذ ستة أشهر، ما يقرب من طاقته البالغة 200,000 برميل في اليوم. وارتفع رقم يونيو بمقدار 110,000 برميل يوميًا مقارنة بشهر مايو، حيث لا توجد أي من درجات التصدير في نيجيريا تحت ظروف قاهرة.