المقولة الشهيرة التي تقول: «إن السلام كالحرب، معركة لها جيوش وحشود وخطط وأهداف، والثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة». واليوم المعركة هي في مواجهة الوباء «كوفيد - 19»، الذي أصاب العالم بالهلع والرعب والاستعدادات مختلفة على كافة الأصعدة، وكذلك الاحترازات الوقائية المتعددة والتي لم يشهد لها العالم مثيلا منذ عقود. وعلى غير العادة في معركة الحرب ضد الكورونا العتاد مختلف، فليس جعبة جندي، بل العلم والبحث والسلاح هو المختبرات الطبية والجنود هو جيش من كوادر التمريض في مواجهة مع الوباء وجهاً لوجه في غرف العزل والطوارئ وأقسام العناية المركزة على مساحة شاسعة من العالم، يعملون ليل نهار في كل لحظة وثانية، فشمسهم لا تعرف الغروب وقمرهم لا يعرف الأفول. يعملون حتى آخر لحظة يودعون فيها المريض مع أطيب الأماني بالشفاء محملين أنفسهم دعوات ورسائل الحب والسلام على حساب راحتهم، ساهرين على أنين المرضى، مجيبين النداء في كل ساعة يقدمون المسكن وسويعات أخرى يطلبون استغاثة من أجل مريض. وكذلك يمضون جل حياتهم مستشعرين سعادتهم من عيون المرضى والمصابين يواسون الآخرين دون أرواحهم، مستعدين للعطاء إلى أ بعد الحدود يبذلون كل ما بوسعهم. وعلى الجهات المسؤولة المبادرة خلق استراتيجية وطنية على أيدي مختصين في المهنة دون غيرهم لزيادة المقاعد الدراسية في التخصص، وكذلك مضاعفة الامتيازات الوظيفية والأجور، حيث إن تشعب مهام وأدوار التمريض تجعل منه تخصصاً صعباً ويحتاج شخصية تتفهم الأدوار المخلتفة له وتتعامل مع المهنة وفق المهام المنوطة بها، فالتمريض تخصص شديد الحساسية يتعامل مع المرضى وذويهم ويعمل على تشغيل أجهزة ومعدات بالغة التعقيد وإدارتها ويتواصل مع الكادر الطبي المختلف سواء الأطباء والصيادلة والكوادر الفنية والمساعدة في دور تكاملي يحقق خطة وحلقة كاملة للمساهمة في علاج المرضى والمصابين في كافة مستويات الرعاية الصحية المختلفة. ويظل مؤشر صحة المجتمع أحد أهم مؤشرات الرفاهية والسعادة في مختلف دول العالم، إذ تكون المجتمعات الصحية أكثر إنتاجية وسعادة دون غيرها ولا تكتمل حلقة منظومة الرعاية الصحية إلا بتكامل الفرق الطبية والتي يأتي في مقدمتها التمريض.