تحت هذا العنوان أسس هاشتاق تحدث بفخر وتحفيز كبير عن مهنة التمريض، وما تمتاز به من إنسانية وجهود دؤوبة يقوم بها فريق التمريض في العمل الطبي والصحي. طبيعة الموضوع كانت تحفيزية وشارك بها عدد من مسؤولي وزارة الصحة بقيادة نائب الوزير. نحن نحتفي معهم بمهنة التمريض بصفة عامة والكوادر السعودية على وجه الخصوص، ونؤكد على أهمية دعم السعودي بصفته الأجدر في التعامل مع المرضى للاعتبارات الوطنية والاجتماعية والثقافية. بعد التأكيد على التقدير والاحتفاء بالتمريض، أكتب عن معاناة التمريض السعودي رغبة في تجاوز مجرد الظهور والتحفيز الإعلامي إلى برامج حقيقية تخدم مهنة التمريض والمنتمين لها. هناك نقص في أعداد التمريض، ولمحاولة سد الفجوة في هذا الشأن فتحت برامج عديدة من قبل الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية، تحت نظر وزارة الصحة ووزارة التعليم وهيئة التخصصات الصحية، بمستويات متواضعة -في كثير منها- وبعد أن خرجت تلك المؤسسات التعليمية أعداداً كبيرةً، صرخنا حول تواضع المخرجات وضعف المستويات. طبعاً هذا الاستنتاج يأتي من نتائج اختبارات هيئة التخصصات الصحية لمخرجات التمريض من القطاع التعليمي الأهلي والأمل أن يكون الوضع أفضل بكثير بالنسبة لمخرجات الجامعات الحكومية. الطبيب الذي يحاول التعاطف مع التمريض إعلامياً، هو من خذلها، أو لنقل كثير منهم خذلها حتى نتجنب التعميم. خذلها بالمتاجرة في برامجها التعليمية وتسطيح مستوياتها، خذلها كقائد صحي بالوزارة والجامعة والمستشفى حين لم يمنحها ما تستحقه من تدريب وعناية، وخذلها بالإسقاطات السلبية حول أدائها ومستواها المهني. في المجال الطبي تصرف ملايين الريالات لتدريب الأطباء في مختلف دول العالم ويرفض ابتعاث أو تدريب الممرضة بمبالغ أقل من ذلك بكثير. بالتأكيد لا نطالب بإهمال تدريب فئة على حساب أخرى أو مساواة تكاليف التدريب بين مختلف الفئات، لكن نطالب بالاهتمام بتدريب الكادر التمريضي باعتباره ركن حيوي في العمل الطبي وأن لا يكون الاهتمام بسد فجوة الأعداد على حساب النوعية. حصول الممرضة على الشهادة كما هو بالنسبة للطبيب لا يكفي، ويجب تكثيف التدريب على رأس العمل والتدريب المهني المتقدم. إضافة للتدريب يجب منح مهنة التمريض ما تستحقه بإيجاد كادر وظيفي خاص بمهنة التمريض يقدر عطاء منسوبيها ومستواها وجهدها، كادر يحفز للالتحاق والاستمرار والعطاء فيها. الكادر الحالي متواضع ولا يميز طبيعة عمل التمريض ومستوياته وتخصصاته المختلفة. ويعلم قادة القطاع الصحي كم هي المميزات التي تمنح للكفاءات التمريضية من الدول المتقدمة، سواء في دولها أو في حال استقدامها، لكنهم يبخلون بمثلها أو قريب منها للكوادر السعودية. تمريضنا فخرنا يجب أن يتحول إلى برنامج عملي واضح لدعم الكادر التمريضي السعودي. مع التأكيد بأن الاهتمام بالتمريض يأتي ضمن مسائل الأمان الصحي الوطنية فدون تميزه لا يمكن أن يتقدم العمل الطبي والصحي وستبقى سلامة المرضى في خطر دائم.