شارك 27 طبيباً إيرانياً يقيمون جميعهم في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت نظمته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية للحديث عن الأبعاد الحقيقية وأسباب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) وأسباب عدم فعالية وعجز الإجراءات الحكومية. شهد المؤتمر تقديم التقرير الذي أعدته هذه المجموعة مع رسالة بتوقيع أكثر من 100 طبيب ومختص وكادر طبي إيراني لمنظمة الصحة العالمية؛ وكشف التقرير أنه كان من الممكن تجنب انتشار الفيروس في جميع أنحاء إيران وهذه الأعداد الهائلة للضحايا، لكن الاعتبارات السياسية للنظام الإيراني، والإهمال وعدم كفاءة الحكومة، وكذلك الاحتكار والفساد المالي الحكومي، لا سيما من قبل قوات الحرس الثوري الإرهابي، أدت إلى توسع انتشار كورونا في جميع أنحاء البلاد وحدوث مأساة إنسانية. أدار مؤتمر الأطباء البروفيسور فيروز دانشغري، أخصائي الأعصاب ويعمل في مدينة برودفيو هايتس بولاية أوهايو الأميركية، كما استضاف المؤتمر البروفيسور الأميركي مايكل لدرمان أحد كبار الأخصائيين حول العالم في الأمراض المعدية. وفي حديثه شرح البروفيسور دانشغري السياسات المناهضة للإنسانية لنظام الملالي في التعامل مع فيروس كورونا في إيران، وقال: "يمكن رؤية مواقع الدفن في إيران عبر الأقمار الصناعية طول كل حفر حتى 90 مترا، هذه هي حقيقة معدل الوفيات". وأضاف: "نشرت شركة ماهان إير الفايروس في قم ومدن أخرى، وتبين بوضوح أن النظام الإيراني لا يمكنه السيطرة على هذه الأزمة". وأشار د. سيامك بابا أحمدي بدوره إلى عدم فعالية وعجز نظام الملالي، وهي الصفة المتأصلة في طبيعة هذا النظام وطريقة تفكيره وتناقضه مع العلم الطبي والعلوم الحديثة، بينما لفت د. مسعود كاشفي، إلى أنه تم الإعلان عن أن 23 شخصا من أصل 290 عضوا في مجلس شورى النظام (حوالي 7.9 % من البرلمان) أصيب بالفيروس وأكدت وسائل الإعلام أن إصابتهم لم تكن من بعضهم البعض بل من بيئة عوائلهم، في حين أن أعضاء المجلس هؤلاء يتمتعون بخلاف الشعب والكوادر الطبية بالإمكانات اللازمة لتشخيص المرض بشكل دقيق، فعندما ننسب هذه النسبة لكل عدد السكان نحصل على رقم يعادل 6.4 ملايين شخص مصاب داخل إيران. من ناحيته أكد د. حسين وثيق أن النظام ليس لديه القدرة ولا الكفاءة لإدارة هذه الأزمة، لذا يجب على منظمة الصحة العالمية الضغط على النظام وإرسال هيئات ولجان علاجية لإيران، والقيام بالتعاون مع الأطباء والكوادر العلاجية بإدارة هذه الأزمة بنفسها. وأشارت د. مهري عمران، لوضع السجناء الإيرانيين قائلة: "يعيش السجناء وخاصة السياسيين منهم في وضع سيء للغاية، للأسف هناك حالات عديدة لإصابات بفيروس كورونا في أغلب السجون بما في ذلك، سجن ايفين وقزلحصار وكوهردشت واردبيل وأروميه وقوجان وزاهدان وكرمنشاه وسنندج، في حين لا يتم اتخاذ إجراءات مثل الفصل والحجر الصحي والإجراءات الاحترازية أو العلاجية الأخرى"، وشددت على أن النظام يسعى في الوقت الحالي للخلاص من السجناء السياسيين بحجة أزمة فيروس كورونا. تحدث في المؤتمر 11 طبيباً وكادراً علاجياً، أعقب كلماتهم مداخلات وأسئلة الصحافيين عبر الإنترنت، وردا على سؤال "الرياض" حول صحة التصريحات التي يطرحها النظام الإيراني بأن يكون فيروس كورونا عبارة عن مؤامرة هجوم بيولوجي وذلك كذريعة لتدخل قوات الحرس، قال د. مايكل ليدرمان: "أبدا لا يمكنني تصنيف هذا الفيروس ضمن الهجوم البيولوجي. هذا الوباء بدأ في الصين وانتقل إلى الإنسان في بلدان أخرى، وفي الولاياتالمتحدة تشكلت هيئة لمكافحة الوباء، وكل ما يتحدث به النظام الإيراني عبارة عن هراء". وفي سؤال لأحد الصحافيين قال إن النظام الإيراني يحاول إرسال المصابين بالفيروس إلى محافظة كردستان وبقية المحافظات الأخرى، ألا تُعتبر هذه الإجراءات من جرائم الإبادة الجماعية؟ ورد د. سعيد سجادي قائلاً إن "الخط البياني للوباء هو خط بياني صعودي وهو في تزايد، وعدد المصابين في ارتفاع؛ لذلك لا بد من اتخاذ إجراءات وأن نقلل من الاتصالات بالحد الأدنى، ولا بد من احتواء الفيروس، ثم نقوم باتخاذ إجراءات أخرى لنجعل من الخط الثاني نزولي". وأوضح سجادي أن هناك أعدادا كبيرة من المصابين في إيران لا تتم معالجتها في الوقت المناسب والطرق المناسبة، كما أكدت المصادر أن النظام الإيراني يرسل المصابين بالفيروس لمختلف الأماكن ومختلف المحافظات، "وحقيقة لا أدرك ما هي غاية النظام من فعل هذا الأمر، لكن أي عقل سليم لا يقبل بها". وعلق د. زاهدي على مواصلة النظام الإيراني اتباع السياسة الأمنية مع الأزمات قائلا: "بصورة عامة فإن النظام وسلوكه اتجاه هذه الحالة، وفي كل أزمة أو كارثة يواجهها، فإنه يحاول أن يستغلها من أجل القيام بعمليات القمع بشكل أكبر، محاولا ألا تخرج الحقائق خارج الحدود. من جهة أخرى يبذل النظام قصارى جهده لكبت صرخات القمع والاحتجاج، وهو لا يكترث أبدا لأولئك الذين يصابون بهذه الأمراض".