عمق "كورونا" أزمات النظام الإيراني الذي فشل في مكافحته وحماية أرواح الإيرانيين، بل أخفق الملالي في حماية أركان النظام المتداعي، حيث بات البرلمان محاصرًا ومعزولًا عن الشعب بعدما أصيب حتى أمس (الثلاثاء)، 23 نائبًا بالفيروس المستجد، ما دفع النظام إلى التراجع عن تسويق نظرية المؤامرة، وإعلان ارتفاع عدد حالات الإصابة إلى 2336 والوفيات 77، وهي أرقام تكذبها تقارير دولية أفادت بأن حصيلة الوفيات 20 ضعفًا للاحصائيات الرسمية التي يقدمها النظام، وأخرى موثقة للمعارضة الإيرانية تشير إلى عدد الضحايا تجاوز ال 1000 والإصابات بعشرات الآلاف. أعلن نائب رئيس البرلمان الإيراني، عبدالرضا مصري، أمس، إصابة 23 نائبًا بالفيروس، ونقلت وكالة "نادي المراسلين الشباب" الحكومية الإيرانية عن مصري قوله: إن اصابات هؤلاء النواب جاءت بسبب احتكاكهم بالناس، ناصحًا زملاءه البرلمانيين ب"قطع علاقتهم مع الناس في الوقت الحالي تجنبًا للإصابة بكورونا"، مؤكدًا إلغاء الاجتماعات الشعبية مع النواب مؤقتًا، وحاثًا النواب والمواطنين على عدم التواصل مع الشعب. ودفع تفشي المرض بين النواب والمسؤولين الإيرانيين ووفاة بعضهم، النظام إلى التراجع عن تسويق نظرية المؤامرة، وهو ما انعكس في عناوين صحف النظام، أمس، ففي (كيهان) وتحت عنوان "مؤامرة أو وهم المؤامرة"، اعتبرت الصحيفة أن مخطط الاغتيال البيولوجي عن طريق كورونا غير علمي. وكانت الصحف المقربة من الحرس الثوري الإيراني والمرشد، في الأسابيع الأخيرة، اعتبرت أن فيروس كورونا سلاح بيولوجي أمريكي ضد التنمية الاقتصادية الصينية، وأصرت على أنه مؤامرة من الأعداء لضرب إيران. ورغم إعلان نائب وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا إلى 2336 والوفيات 77، أشار تقرير لصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا في إيران 20 ضعفًا للاحصائيات الرسمية التي يعلنها النظام، بينما أفاد تقرير لأسوشيتد برس أن أزمة كورونا في إيران تفشت وعدد المصابين أكثر بكثير من الإحصائيات المعلنة، بينما أكدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لنظام الملالي، أمس، أن عدد المتوفين جراء كورونا حتى الاثنين تجاوز 1000 شخص، مستشهدة بأن عدد الضحايا في قم 300 شخص وطهران 209 وفي اصفهان 61 وجيلان 92 وكلستان 58 والمحافظة المركزية 48 وكرمانشاه 45 وفارس 37 وفي مازندران أكثر من 100 شخص. وحذرت زعيمة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي من انتشار كورونا في سجون إيران، داعية الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان وغيرها من الجهات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة السجناء وسلامتهم للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبيرة، في ضوء تقارير واردة من سجون للنظام تفيد بانتشار فيروس كورونا بشكل مرعب في سجون مختلفة، منها سجن طهران الكبير (فشافويه) وسجون ايفين وجوهردشت وكرج المركزي وقزلحصار واروميه وشيبان بالأهواز وكاشان. وانتشر الفيروس في المحافظاتالإيرانية ال31، بحسب قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة لنظام الملالي، مع تأكيد حالات الإصابة بمرض كورونا في محافظات جهار محال وبختياري، وزنجان، وخراسان الشمالية، والإعلان عن دخول 50 مصابًا بكورونا إلي المستشفيات في محافظة بوشهر بعد أقل من أسبوعين، من الإعلان الرسمي عن انتشاره، في حين تعتبر حالات تفشي الفيروس حرجة الآن، في 7 محافظات، هي: قم وطهران وكيلان وكلستان ومركزي والبرز ومازندران، إذ تم إدخال آلاف المرضى المشتبه بهم والمصابين بكورونا إلى المستشفيات، ما يعني أن إيران بالكامل أصبحت تحت حصار ورحمة كورونا.