تأسست الهيئة السعودية للفضاء بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 الموافق ديسمبر 2018م وتعتبر هذه الخطوة نقلة فريدة، حيث تكونت الهيئة لتمكين أجيال الغد من تحقيق الريادة في مجال علوم الفضاء، وتلبية متطلبات البيئات المتغيرة حول العالم نحو مستقبل يركز على استكشاف الكون وخلق فرص نمو غير مسبوقة في مملكتنا، وأن يكون قطاع الفضاء مساهماً رئيساً في ازدهار المملكة وممكناً لأجيال الريادة. ولهيئة الفضاء أهداف عدة من بينها التشجيع على الأنشطة البحثية والصناعية في القطاع وتحفيزها، وبناء رأس المال البشري المتخصص، وتنفيذ خطط استرايتيجية وطنية للفضاء التي أعدتها الهيئة بالتعاون مع الشركاء والمهتمين من القطاعين الخاص والحكومي، وتنظيم شؤون الأقمار الصناعية في مجال الاتصالات الفضائية وتطوير تقنيات المركبات الفضائية وخدماتها والبحث المستمر في مجال التقدم التقني لتعزيز بناء أحدث المعدات الفضائية، والاستمرار في توفير فرص جديدة للمواهب الطموحة والواعدة. أنشطة رائدة ومن مهام الهيئة: العمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للفضاء والتي تشمل إطلاق أنشطة رائدة وفتح آفاق جديدة للتقدم، وتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق الريادة في مجال الفضاء، ووضع السياسات والأطر اللازمة لهيئة الفضاء السعودية والهيئات ذات الصلة، كما تهتم بتنظيم قطاع الأقمار الصناعية بما في ذلك أنظمة الأقمار وخدمات الاتصالات، وتطوير قدرات وتقنيات إطلاق المركبات الفضائية، إضافةً إلى وضع معايير لبناء البنية التحتية اللازمة لتشغيل قطاع الفضاء بما في ذلك المحطات الأرضية، وإطلاق المركبات الفضائية والرحلات شبه المدارية، وتنظيم ورعاية البعثات والأنشطة الاستكشافية للفضاء، وكذلك رعاية المواهب السعودية وتعزيز الأمن الفضائي من خلال رصد الفضاء وتتبعه ورصد الحطام الفضائي والإنذار المبكر والاستخبارات الذاتية، إلى جانب التعاون مع الجهات الحكومية السعودية ومثيلاتها في الدول الأخرى والمؤسسات الدولية لتحقيق المصالح المشتركة وتمثيل المملكة في المحافل الدولية المختصة في الفضاء. بيئة تعليمية وعن أهم برامج الهيئة يوجد برنامج رأس المال البشري والذي يسعى إلى تنمية الأجيال لخلق بيئة تعليمية مزدهرة في المملكة من خلال تأسيس بيئة محفزة وممكنة لقطاع الفضاء لتكون منصة ينطلق منها مسارات اقتصادية وعلمية كبيرة، وعن اتفاقية موهبة، فهي تهدف إلى تعزيز المنهج التعاوني لتحقيق برامج تقديمية تبعث التفكير واكتشاف المواهب، وفيما يتعلق بمشروع الجامعات فتلتزم الهيئة برعاية وإثراء المواهب الشابة بطريقة مدروسة من خلال توفير فرص للدراسة والعمل بمجالات العلوم التطبيقية المختلفة. مستقبل مشرق وقال نواف العنزي -عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء-: سرني إنشاء الهيئة السعودية للفضاء، وأنا أتوقع -بإذن الله- في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- وبرئاسة سمو الأمير سلطان بن سلمان إذا تحققت الأهداف والمهام فإن ذلك سيساهم في الوصول الى مستقبل مشرق ومشرّف لنا أمام الوكالات العالمية للفضاء، بل والمشاركة في الإنجازات التي تحققها الدول المهتمة بهذا المجال، مبيناً أنه قد تكون الآن الخطوة الأولى ولكن أمامنا أجيال قادمة ستجعلنا -بإذن الله- من البلاد المتقدمة، مشيراً إلى أن من أبرز إيجابيات وجود الهيئة هو اكتشاف الكثير من الحقائق المتعلقة بالفضاء، وهذا الأمر مهم جداً، خاصةً في وقتنا الحاضر، حيث إن أغلب ما نستخدمه من تقنية يرجع أساسها في تطوير الفضاء من أقمار صناعية ومركبات فضائية ومحطات فضائية تتابع الفضاء والغلاف الجوي. أثر إيجابي وأوضح م. عبدالله الربيع -مهتم بالفلك وعلم الكونيات- أن وجود هيئة مختصة بمجال الفضاء له العديد من الآثار الإيجابية على المملكة، وأهمها تقليص نسبة البطالة بسبب ظهور العديد من الوظائف المتنوعة حتى لغير المهتمين بهذا المجال، مثل المحاسبة والإدارة وتقنية المعلومات وأنواع الهندسة المختلفة مثل الهندسة الكهربائية والميكانيكية وغيرها من الوظائف البحثية، متمنياً أن يكون هناك ابتعاث ومساهمات في نشر علوم الفضاء داخل المملكة وتطوير مهارات المهتمين بهذا المجال، مضيفاً: «أنا كمهندس تحكم وبالرغم أن مجال تخصصي يختلف عن اهتماماتي فأنا مهتم بمجال الفيزياء الفلكية بالرغم من أن تخصصي يعتبر قسما من أقسام الهندسة الكهربائية وليس له علاقة بالفضاء»، مبيناً أن وجود مثل هذه الهيئة قد يساعده مستقبلاً بالانضمام لفريق العمل لديهم واستخدام معلوماته في الهندسة والفلك في تطوير الأقمار الصناعية»، مشيراً إلى أن العلم بشكل عام سوف يتطور -بإذن الله- مع مرور الأزمنة، والتخصصات ستتطور. وأضاف: جامعة الملك عبدالعزيز افتتحت تخصص علوم الفضاء، فوجود مثل هذه الهيئة يعتبر دافعا للطلاب المستجدين في دخول هذا المجال الجميل، ذاكراً أنه على الصعيد الاقتصادي، فوجود هذه الهيئة سيقوم بتسهيل وتنظيم مؤتمرات عالمية في هذا المجال مثل مؤتمرات ناسا وسبيس اكس وغيرها، ومن الممكن أن نرى مستقبلاً ومع رؤية المملكة منصة إطلاق صواريخ أو استقبال رواد فضاء، خاصةً وأن مساحات المملكة شاسعة وبها كل التضاريس. الأمير سلطان بن سلمان