جاء القرار الملكي بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيساً لها دعماً وتأكيدا على الاهتمام الدائم الذي توليه القيادة لهذا القطاع المهم، الذي تسعى من خلاله إلى تحقيق الريادة عربيا وعالميا، ولا سيما وهي تحقق كثيرا من الإنجازات الوطنية في هذا المجال، التي كان آخرها إطلاق قمرين صناعيين بتصميم وتنفيذ سواعد شباب الوطن. وتهدف الهيئة السعودية للفضاء إلى أن تكون المملكة جاذبة للاستثمار في مجال الفضاء، إضافة إلى تنويع المجالات الاقتصادية، وتحفيز ريادة الأعمال، وتوطين صناعة الفضاء، وتطوير التكنولوجيا، إضافة إلى الاهتمام بكل تطبيقات الفضاء والأقمار الصناعية، والتعاون الدولي في المرافق البحثية والشبكات الفضائية. وقطاع الفضاء مهم استراتيجياً واقتصادياً، وذلك لتعزيز الابتكار، وخلق فرص لدعم الاقتصاد الوطني، وكذلك لتهيئة المملكة للتميز في الاتصالات الفضائية وخدمات الملاحة. وثمن خبراء مختصون في مجال الفضاء والأقمار الصناعية هذه الخطوة، التي تسهم في نمو القطاع الفضائي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وأكد م. ماجد المشاري – مدير المركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية - أن إنشاء الهيئة السعودية للفضاء يشكل خطوة كبيرة لتعزيز ريادة المملكة العربية السعودية في قطاع الفضاء، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة، سواء كانت أهدافا تنموية، اقتصادية أو علمية. كما يأتي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيسا لمجلس إدارة الهيئة بشرى لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في المملكة؛ كونه أول رائد فضاء عربي مسلم، وأسهمت رحلته للفضاء عام 1985 في جذب انتباه الأجيال الناشئة إلى قطاع الفضاء، كما يحظى سموه باحترام الجهات المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة؛ نظرا لجهوده ومساهماته المستمرة في أنشطة الفضاء المحلية والدولية. كما يستبشر الجميع بوجود سموه على رأس هيئة جديدة لينقلها إلى آفاق جديدة، كما حقق سموه النقلة الكبيرة في قطاع السياحة خلال فترة قياسية. وأضاف، تشرفنا في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بزيارة سموه أخيرا بعد إطلاق قمري سعودي سات 5أ وسعودي سات 5ب، ووقوفه على الإمكانات البشرية والفنية، ونتطلع في المدينة للمساهمة في جهود الهيئة لتحقيق الريادة العالمية للمملكة في مجال الفضاء. ومن جانبه، أشاد د. بدر بن ناصر السويدان - المشرف على معهد بحوث الفضاء والطيران سابقا - بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء، مؤكدا أن ذلك يأتي انعكاسا للريادة السعودية في مجال الفضاء في المنطقة لأربعة عقود، وتجسيدا لأنشطة الفضاء للمملكة منذ رحلة الفضاء لسمو رائد الفضاء الأمير سلطان بن سلمان 84م، موضحا أن هذه الرحلة كانت محفز ة لعديد من الشباب، ورفعت من طموحاتهم لخوض تجربة التعرف على الفضاء، وأن بإمكان الشاب السعودي المشاركة باسم المملكة في هذا المجال. مشيرا إلى أن المملكة من خلال برنامج الفضاء السعودي، استطاعت تكوين صناعة للفضاء بجوانبها المختلفة، وأبرزها هو الشباب السعودي وتأهيله للخوض في نطاق تقنيات متقدمة. وانطلاقا من رؤية 2030 وأهدافها نجد أن مجال الفضاء سيحقق مكانة للمملكة كدولة تقنية متقدمة قادرة على تحقيق إنجازات عالمية، وكذلك سيوفر قطاع الفضاء فرصة للتطور الصناعي المتقدم، الذي قد ينعكس على صناعات أخرى، والأبرز هو تعزيز قدرات الشباب بتحقيق الطموحات باسم الوطن. وأضاف أن المملكة في مجال الفضاء حققت عدة إنجازات سواء في إجراء تجارب علمية بالتعاون مع وكالات الفضاء العالمية كتجربة مسبار الجاذبية للنظرية النسبية، وتجربة الأشعة فوق البنفسجية مع وكالة الفضاء الأميركية ناسا، وكذلك تجربة استكشاف القمر مع وكالة الفضاء الصينية، إضافة إلى التقدم في صناعة الأقمار الصناعية السعودية بتقنيات متقدمة بلغ عددها 15 قمرا صناعيا آخرها إطلاق القمرين الصناعيين سعودي سات 5أوب للاستشعار عن بعد. وسيتم إطلاق القمر السعودي للاتصالات الأول والمخصص للاتصالات الفضائية للنطاق العريض في فبراير المقبل، الذي يتم تصنيعه بشركة لوكهيد مارتن وبمشاركة مهندسين سعوديين تم تأهيلهم من قبل الشركة، وذلك لنقل تقنية تصنيع الأقمار الصناعية الضخمة للمملكة.