أكد الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي، أن تمكين المسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا يتطلب بالضرورة تعزيز دور ومساهمة المجتمع المدني بمختلف هيئاته وأشكاله وذلك لما يتميز به من حيوية ومرونة ورشاقة وفاعلية وقوة وتأثير وكذلك ضرورة تخفيف قيود البيروقراطية أمام العمل المدني المجتمعي، مبينًا أن العمل التطوعي المجتمعي شغف ومسيرة، لا عمر ولا حدود لها، طالما توافرت الرغبة والإرادة والاخلاص والمثابرة والإيمان برسالته وأهدافه. جاء ذلك ضمن حديثه في أمسية "تجربتي في المسؤولية المجتمعية"، التي نظمتها غرفة الأحساء ممثلة بلجنة المسؤولية الاجتماعية، وأدارها المذيع والإعلامي علي المشعل، بحضور الأستاذ عبداللطيف العرفج رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء وعدد كبير من ممثلي الجهات الحكومية ورجال وسيدات الأعمال والإعلاميين بالمنطقة. وأوضح التركي أنه أصبح اليوم يقضي أكثر من 60% من وقته في مجالات العمل التطوعي والمجتمعي، مبينًا أن المسؤولية الاجتماعية في نظره هي التزام أخلاقي تطوعي من الأفراد خاصة أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية المستدامة بمجتمعاتهم من خلال العمل والتعاون مع الأفراد والمجتمعات المحلية لتحسين مستوى معيشة الناس ونوعية وجودة الحياة بطرق مبتكرة تخدم المجتمع والتنمية في آن واحد، مؤكدًا أن أكبر مكسب يحققه من عمله الاجتماعي هو رضا النفس وحب الناس. وعبّر التركي عن تطلعه لاستصدار قوانين تعمل على تحفيز وتشجيع الشركات خاصة الكبيرة على تتبنى وإطلاق برامج ومبادرات مسؤولية اجتماعية تقوم على ممارسات الاستدامة والمحافظة على البيئة وتنمية المجتمع، مبينًا أنه للأسف يوجد في المملكة عدد كبير من الشركات الضخمة التي لا تقوم بأي أدوار حقيقية أو تقدم مساهمات معتبرة في مجالات برامج المسؤولية الاجتماعية تعمل على تحسين جودة الحياة، وتساهم في عملية التنمية المستدامة. وأكد على أهمية تحويل ميزانيات المسؤولية الاجتماعية والتبرعات والهدايا في الشركات، إلى مشاريع مجتمعية تنموية مستدامة، تُشرك ذوي المصلحة وترّكز على احتياجات التنمية الملحة، بما يترك تأثيرات مستدامة ويدعم خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويحقق مبدأ تحمل المسؤولية المشتركة تجاه الأعمال والمجتمع، سواء من الأفراد أو المجتمع المدني، وكذلك تمكين الشركات من المساهمة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية. وخلال العرض المرئي بعنوان "خلق الخيارات وبناء الفرص" الذي قدمه التركي، رئيس مجلس إدارة شركة روابي القابضة، في بداية الأمسية، أكد أن حرية الاختيار هي نعمة يفتقر إليها غالبية الأفراد حول العالم، مبينًا أن خلق الخيارات وتنمية المواهب والقدرات وبناء الفرص لهؤلاء الأفراد وتمكينهم منها هو مسؤوليتنا جميعًا، حتى يكونوا مواطنين منتجين ومسؤولين وموردًا كبيرًا للتنمية ومساعدة مجتمعاتهم. ولفت إلى أن خبرته في العمل بالقطاع الخاص مكنته بالتعاون مع فرق العمل المختلفة وكثير من المصداقية والاخلاص لأهدافنا، من تأسيس وتطوير مؤسسات مجتمع مدني تتسم اليوم بالكفاءة والنجاح والقدرة على المساهمة في التنمية مستعرضًا تجربته في إطلاق الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء وجمعية السرطان السعودية والجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء "ايثار" وغيرها. وفي ختام الأمسية تم طرح عدد من المداخلات والأسئلة التي أثرت جوانب الأمسية، ثم قام رئيس الغرفة الأستاذ عبداللطيف العرفج بتكريم الضيف بدرع الغرفة التكريمي. يُشار إلى أن الأمسية جاءت ضمن برامج وفعاليات الغرفة المستمرة لإبراز وتشجيع نقل الخبرات والتجارب والمبادرات التنموية ونشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتعزيز التزام شركات قطاع الأعمال بالمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. والجدير ذكره أن الشيخ عبدالعزيز التركي هو رجل أعمال عصامي، حاصل على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن، وهو شريك ورئيس عدد من الشركات المحلية والاقليمية والعالمية الناجحة بالإضافة إلى عضويته السابقة في مجالس إدارة غرفة الشرقية والمنطقة الشرقية فضلًا عن اهتمامه ودوره ومساهماته المجتمعية والتنموية.