عُقد قبل عدة أيام في مدينة الرياض (المؤتمر الدولي للهوية الوطنية، في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030)، وحضره العديد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين والمهتمين في هذا الشأن الوطني المهم. لأن هذا المحور والمحتوى الوطني المهم هو متجذر بالانتماء الحقيقي للوطن وهويته، في ضوء رؤية المملكة للتطور واستشراف المستقبل نحو الرؤية المرسومة والأفق البعيد لمستقبل الوطن واستقراره والحفاظ على هويته من التشرذم والتشظي، وهذا المؤتمر المهم، نظمته جامعة شقراء تحت مظلة وزارة التعليم بالمملكة. وفي هذه المناسبة نقول: ربما البعض لا يفرق بين (الانتماء والولاء)، ويخلط الكثير من الناس بين المصطلحين اللغويين، رغم الفارق الكبير بينهما، لأن الانتماء للوطن والأرض والهوية الواحدة المتماسكة تحت ظل الوطن الواحد، والولاء ممكن يكون لشخص أو طائفية أو مذهب أو عائلة أو قبيلة أو مناطقية، وهذا ولاء مؤقت ومشروط، وربما يكون مبني على مصالح آنية أو مساحة جغرافية ضيقة. أما الانتماء فهو مرتبط بالأرض والتاريخ والشعب، والبيئة ذات المساحة الواحدة، والوفاء والإخلاص للمكان وليس للأشخاص. وقد صاحب هذا المؤتمر ندوات وورش عمل ومعرض خاص حول المؤتمر وأهدافه، طرح من خلال هذا المحتوى المهم والفكرة المهمة لهذا الملتقى الفكري والثقافي والتربوي الوطني. ويهدف هذا المؤتمر إلى إرساء قواعد وتعزيز أهمية ودور وتأثير الهوية والوطنية وأهميتها، وغرس مفهوم معنى الانتماء الحقيقي والتام والمطلق للوطن والشعب. ولعل مثل هذه المؤتمرات تغطى تغطية كاملة وموسعة من قبل وسائل الإعلام المختلفة، وتوزع كتيبات وأوراق العمل التي طرحت في الملتقى، على الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس، لكي يستفيد منها المواطن وترفع لديه الحس الوطن، لتعزيز وتكريس معنى ومفهوم الهوية الوطنية والاعتزار والتمسك بها، على اعتبار أنها القاعدة الصلبة، وهي الأساس لمفهوم الوطنية.